الثورة – علا محمد:
في عالم يموج بالتغيرات السريعة والتحديات المستمرة، يبرز دور الإعلام كأداة حيوية للتعبير عن القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمعات.
في هذا السياق، كانت لنا فرصة مميزة للقاء الإعلامي السوري الدكتور أحمد طقش، الذي خاض تجربة عميقة في مجال الإعلام، ليشاركنا رؤاه حول الحالة الراهنة للإعلام في سوريا وتأثيراته الاجتماعية والسياسية.
في رصيده ١٥ كتاباً في الفكر والشعر والرواية والقصة القصيرة والنقد الأدبي، فبعد حصوله على دبلوم الدراسات العليا في دمشق غادر سنة ٢٠٠١ إلى دبي، ووصل الليل بالنهار في القراءة والكتابة، وحصل على دكتوراه في الإعلام والدراسات الإسلامية.
على الصعيد التدريبي قام بإعداد وتقديم ٢٥٠ دورة تدريبية خرج منها ما يقارب ٢٠٠ إعلامي كما قام بإعداد ٢٠٠٠ حلقة تلفزيونية.
– أثر الأحداث في سوريا على الإعلام:
بدايةً كان السؤال عن تأثير الأحداث الحالية في سوريا على الإعلام، والتي اعتبرها الدكتور طقش رهاناً كبا فيه الكثير من الأحصنة وانتصر فيه الكثير من الأحصنة، فالأحداث التي بدأت في الربيع العربي عموماً، وفي الثورة السورية الشريفة بشكل خاص، هي أحداث متسارعة حارة لا تنتظر رأي رئيس تحرير على سبيل المثال ليحرر الأخبار، وعليه يكون السؤال: هل نحن نواكب الخبر؟ هل نصنعه؟ أم هو الذي يصنعنا؟ هذا الرهان الذي يتعرض له الإعلام الرسمي والحكومي، حيث يجب أن يكون على مستوى الحدث أو قبله أو أهم من الحدث، وهنا تبرز فائدة حاسة الاستشعار في رأس الصحفي الحقيقي، فمهمة الإعلامي الحق هي معرفة الحقيقة وإعادة إنتاجها وضخها للجمهور، لأن الولاء الأول والأخير للحقيقة، للمصداقية، للمهنية.
– الإعلامي الأبيض:
ويتابع الدكتور طقش: هذا ما بذلت جهداً لتحقيقه في الدورات التدريبية تحت عنوان “إعلامي فقير خيرٌ من إعلامي كاذب”، فهي نظرية أطلقتها في دولة الإمارات العربية، ومن ثم حملتها إلى باريس ضمن حملة “الإعلامي الأبيض” لتنظيف الإعلام العربي بما علق به، فلا للتشهير والإشاعات ولا للتنمر والكذب، ولاقت هذه النظرية ضجة هائلة وتجاوباً، فتبنتها بعض الجهات الرسمية في بعض البلدان الخليجية.
– تحديات:
أبرز التحديات التي تواجه الإعلام- بحسب رأي الدكتور طقش- أن يحافظ الإعلامي على ولائه للمهنية، لاستعادة ثقة الجمهور السوري بإعلامه، فهو مازال حتى اليوم يستمد أخباره من القنوات العربية الأخرى للحصول على المعلومات، والنقطة الأهم إدراك أن الشائعات مقتل الدول، ولكي لا تقتلنا لابد من أن يكون لدينا إعلام حر، نزيه، فالإعلام الحقيقي هو عين الشارع غايته الحقيقة ولا شيء سواها.
– وسائل التواصل الاجتماعي:
يؤكد الدكتور طقش على الجميع أن يعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست وسائل إعلام، فإذا أصلناها فهي تعني اتصال أفراد المجتمع مع بعضهم، لذلك على المتلقي لزاماً أن يحصل على المعلومة من منابعها الأصلية أي وكالات الأنباء الرسمية.
والأهم من ذلك الحرص كل الحرص على ما ننشره على وسائل التواصل الاجتماعي، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لم يكن سباباً ولا شتاماً ولا لعاناً، لذلك يجب نشر الفضائل فقط لا غير، ومن هنا تبرز فضيلة الإعلام.
– الثقافة الإعلامية:
في سؤالنا للدكتور طقش عن سبل تعزيز الثقافة الإعلامية لدى الجمهور السوري لمواجهة المعلومات المضللة؟
أجاب: يجب أن نطرق قلب وعقل كل مواطن سوري، ونقول له: إياك أن تأخذ معلوماتك إلا من مصدر رسمي، فوكالة الأنباء “سانا” موجودة والصحف السورية موجودة، كما سيعود التلفزيون السوري، لذلك لا يوجد أي عذر لمن يصدق الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعن رؤيته لمستقبل الإعلام في سوريا، لفت الدكتور طقش أنه كما نهض المجتمع ونهض الشعب سينهض الإعلام، لأنه وجه الدولة وسيصبح المتلقي قريباً مرتاحاً لمصداقية المعلومة.
#صحيفة_الثورة