الثورة – محمود ديبو:
لم يعد خافياً على المستهلك السوري نوايا بعض التجار ومقدمي الخدمات الذين يستغلون حاجات الناس ومناسباتهم السعيدة وربما الحزينة، ليحولوها إلى فرصة لزيادة أرباحهم على حساب المستهلكين، من دون أي رادع أو شعور أو تقدير لأوضاع الناس، خاصة في ظروف قلة الموارد وتراجع القيمة الشرائية للدخل الشهري لمعظم المستهلكين.
غير مسبوقة
ولا أدل على ذلك، ما نحن فيه الآن، ونحن في أول يوم من أيام شهر رمضان المبارك شهر الفضيلة والخير ومد يد العون للآخرين والتسامح والتصالح والسعي لفعل الخير بكل أشكاله، في هذا اليوم استفاق المستهلكون على أسعار غير مسبوقة لمواد وسلع بعضها تضاعف حوالى 50% وبعضها أكثر، وخاصة الخضار والفواكه التي فاقت بعضها 100%.
هدية التجار
ولعلها هدية التجار للمواطنين في أول يوم من أيام شهر الفضيلة والخير شهر رمضان الكريم، فلعلهم لم يصلوا بعد إلى فهم معاني هذا الشهر وقيمه، وما يحض عليه من الشعور بحاجة الناس، ومحاولة الوقوف معهم وتقديم المساعدة بأي شكل كان، فما بالنا ونحن نرى البعض من التجار وقد رفع أسعاره بشكل كبير مع أول يوم من أيام هذا الشهر.
هي دوامة يبدو أنها لن تنتهي مع انتفاء الأخلاق لدى البعض وعدم توافر الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية تجاه الغير والحض على رفع الأذى عن الناس وتقديم الخير لهم.
تضاعف الأسعار
أحد أصحاب محال الخضار والفواكه في دمشق قال لـ”الثورة”: استفقت اليوم على أسعار جديدة في سوق الهال يبدو أنها تضاعفت في بعض المنتجات كالكوسا التي قفز سعرها إلى حدود 25 ألف ليرة بعد أن كانت في حدود 15 ألف ليرة، والبندورة التي قفز سعرها في سوق الهال إلى حدود 7 – 8 آلاف ليرة، ومثلها الخيار وباقي المنتجات، الأمر الذي يعني أن رأس مالي لم يعد كافياً لتجديد البضاعة الموجودة لدي حالياً بعد نفاذها، ويبدو أنني سأخفض الكميات حتى أتمكن من تأمين تشكيلة مقبولة من الخضار والفواكه في محلي.
الخاسر الوحيد
المستهلك طبعاً ودائماً هو آخر من يحق له أن يتكلم فلا حول له ولا قوة في هذه المعادلة التي هو الطرف الوحيد الخاسر فيها، فيما باقي الأطراف (تاجر الجملة ونصف الجملة والمفرق وحتى صاحب سيارة النقل، والعتالة في سوق الهال وغيرهم..) يحققون أرباحاً على حسابه.
المبرر الأكثر شيوعاً دائماً والذي يتذرع به الباعة، إنه في شهر رمضان الفضيل يزداد الطلب بشكل عام على السلع الغذائية ومنها الخضار والفواكه وبالتالي ترتفع الأسعار، وإن كنا ما نزال في أول أيام شهر رمضان الفضيل، فما هي الحال بعد مضي عدة أيام؟.
تدبير المعيشة
والسؤال المحير كيف سيتدبر المواطنون معيشتهم اليومية وهم بالأساس لم يتمتعوا بنعمة انخفاض الأسعار التي شهدتها الأسواق خلال الشهر الماضي نظراً لقلة السيولة؟، فكيف وهم أمام أسعار تكاد تكون مضاعفة لمواد ترتبط مباشرة بمعيشتهم اليومية، وهل سيكونوا قادرين على مواجهة هذا الأمر لوحدهم أم أن الجهات المعنية سيكون لها دور في كبح جماح طموح البعض من التجار الذين يستغلون المناسبات المختلفة لتحقيق أرباح مضاعفة، وخاصة مناسبة شهر رمضان الكريم.