ما أصعب هذه اللحظة حين يخرج نتنياهو ويعلن حمايته لمكون سوري دون غيره، وكأنه يرمي حطبه المشتعل ليفتعل حربا أهلية لم يفلح النظام في إشعالها على مدى عقود مرت .. الرجل الصهيوني يرمي شباكه في مياه المرحلة الانتقالية لدمشق، يستغل الكثير من العكر عقب 14عاما من الحرب والتدخلات الخارجية في سوريا التي انتهت بانتصار الثورة لشعب كان يقف على حافة الانهيار الاقتصادي ولا يزال رغم سقوط النظام، وبقاء أكبال العقوبات في معصمي الإدارة الجديدة .
خرج قيصر إلى النور وكشف عن هويته وهو الضابط المنشق الذي التقط صور التعذيب في السجون، ووثق إدانة النظام بأبشع الصور، وشهق العالم لفظاعة المشهد واستنكر ولعن وشتم الجريمة ومرتكبيها، ثم عاد المستنكرون من الغرب والشرق للعمل بقانون قيصر والعقوبات على السوريين، وكأن الصور التي فضحها فريد المذهان الملقب بقيصر ليست لهؤلاء السوريين أو حتى لهذا الشعب الذي يعيش أدق مراحله التاريخية، ففرحة النصر على الظلم والنظام توازيها مخاوف المشاريع التقسيمية في الشرق الأوسط كله، لذلك وأكثر ومنذ أن سقط النظام أطل نتنياهو من جبل الشيخ ومن اجتياح القنيطرة وراح يعربد بالجنوب، وبالأمس خرج معلنا الفتنة بين السوريين والحماية للذين يحتل أرضهم، فجاء الرد من الحناجر الوطنية بالرفض لكن الرفض لا يكفي !!.
لا تزال سوريا معلقة على صليب العقوبات، وتتلقى الطعنات من الخاصرة الجنوبية، حيث يوغل نتنياهو وسط مشهد دولي يتغنى بالإنجاز السوري بإسقاط النظام البائد ويعود لحساباته بعيدا عن حسابات السوريين التي لن تتوازن إلا برفع العقوبات وتحسين المعيشة وصولا إلى استقرار الحالة الأمنية، وهو فقط ما قد يفشل (صيد الساحرات) الإسرائيلي في سوريا على حد تعبير نتنياهو.
