عيونٌ تنشدُ الشّعر..”في ما وراءِ الفجر”

هفاف ميهوب
للشّعرِ عيونٌ ترى، ما أمام الأمامِ وما وراء الوراء.. له “فمٌّ آخر” لا شيءَ يرويهِ إلا الكلمة، بعد أن فقدَ حتى”فسحة الهواء”..لهُ كلّ شيءٍ ويتساءل: “هل كان بالإمكانِ شيءٌ آخر”؟..هي “فاتحة”: /لا، لا تظنْ/ أنّي سأقلبُ بين كفّيكَ الحجارة أرغفةْ/.. لا، لا تظنّْ/ أنّي سأنزلُ عن صليبي كي تصدّقني/ وكي تندسّ إصبعُكَ الخبيثةُ/ في جراحي الراعفةْ/..مقدّمةٌ، ألهمتني إياها قراءتي “في ما وراء الفجر”. مجموعة المختارات الشّعرية التي أبى الشّاعر والمترجم. الدكتور ثائر زين الدين، إلا أن يخاطب من خلالها، من أرادهم بلسماً للحياةِ، وهم من حاكاهم محاكاتها:”يا حبُّ”.. لاشيء يلزمني منكَ سوى الـ”إنصات” لزئيرالعواصفِ، وأنين الجائع والمرتجف والخائف.. يا “عيد” أنا في”الانتظار” “شاعر” القصيدة التي تنشدُ بعيونها، أحبّتها وبيئتها والأمكنة التي زارتها، مثلما أصدقاء مفرداتها وشاعرها وعشّاق حبرها.. تُنشدهم فتحرّض ذاكرته، على استدعاءِ صورطفولته التي غادرت، وحياته التي تلوّعت فنادت: “يا عمرُ مُرّكما أردتَ”:/الحقلُ.. ملعبُنا القديم/ زقاقُ حارتنا، وأطفالُ الجِوار/.. أمّي التي تعدو ورائي في فناءِ الدار/.. وأبي الذي يختارُركناً دافئاً/ يُلقي على كتفيهِ ثوبَ الجدِّ/ ثمّ يعيد لي درسَ القراءةِ والحساب/.. تلك النضارةُ أطفأت قناديلها/ أوأوشكت/.. تلك الطفولة غادرتكَ كحلمِ صيفٍ رائعٍ/ واليومَ يتبعها الشّباب../..كلّ ذلك وغيره، كان ضمن ما اختاره “زين الدين” “في ما وراء الفجر”. كان ضمن مجموعة “ورد”، ومن ثمّ “أناشيد السفرالمنسي”..أناشيده عن “هواجس المتنبّي الأخيرة” وعن “وجهٍ” همى عليه “في لحظةِ عشقٍ أبدي”.. فهل يعود؟”.. ربما “سيعود ثانيةً” كـ سندباد/ سوف تحملهُ البلادُ إلى بلاد/..ربما يعود أيضاً، كـ “حكاية” يبوحُ مع بوحها: “لا شيء يعنيني”.. لا.. “لا تُحبّيني” ودعيني، لـ”أناشيد الزمن المَنسي”:/أسعى على بطني وأستافُ التّرابْ/ نسلُ النّساءِ يخافني/ فيدقُّ رأسي/ والطيورُ تفرُّ من دربي/ وتندفعُ البهائم/ حينَ أرسمُ في الرمالِ دوائراً سحريّةً/ ما من صديقٍ يرتضي قُربي/ وما من صاحبٍ أشكو له همّي/ فأسكنُ في الرجومِ وفي الخرابْ../..هذا بعض ما قرأناه من المختارات الشعرية، لـ”زين الدين”.. لن ننتقدها، ولن نبحث في كلّ قصيدةٍ قرأناها، ونحلّل مضمونها وقصدها.. لن نفعل ذلك لطالما، هناك “طائر في الصقيع” يبحث عن دفءٍ لفضائه، و”صرخات مبعثرة” تنعي الحبّ لدى أمّةٍ تقتل عاشقها، وتمزّق ردائه..لن نفعل لطالما، هناك “مشاهد فلسطينية” تنزفُ أوجاعها، وتشيّع كلّ “أمنية” مع أرواحِ الشهداءِ من أطفالها ونسائها ورجالها، وهناك “سيّدة الفراشات” و “اللوحة الغائبة” و”ضوءٌ مالحٌ” و”قصيدة” و”وردة في عروةِ الرّيح” و”سآمة” تختارُ حزنها “من قصيدة مشاهد سوريّة”:/مضى ولم ينظرْإلى الوراء/ مضى كأنّ العمرَ في راحتهِ/ حفنةُ ماءْ/.. تخنقني الغصّةُ/ لا أستطيعُ أن أجهشَ بالبكاءْ،./..الكتاب: “في ما وراء الفجر”. مختارات شعرية.صادر عن: وزارة الثقافة ـ الهيئة العامة السورية للكتاب. عام: ٢٠٢٤ م.

آخر الأخبار
جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار نقطة تحول كبرى.. سوريا خارج قوائم العقوبات المالية والتجارية لمكتب "OFAC" الأميركي المبادرات الشعبية بريف إدلب... تركيب أغطية الصرف الصحي في معصران نموذجاً العمارة المستدامة في قلب مشاريع الإعمار.. الهندسة السورية تتجه نحو الأخضر