الثورة – ناصر منذر:
بعد تلقيه دعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث الأوضاع في قطاع غزة، وصل السيد الرئيس أحمد الشرع إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم للمشاركة في القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية.
ويأتي انعقاد القمة على خلفية الرفض العربي والدولي لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي طرحه بداية الشهر الماضي، حول سيطرة بلاده على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى خارج أراضيهم، كما تهدف القمة إلى بحث خطة إعادة إعمار غزة والتطورات الأخيرة في القطاع، وإلى صياغة موقف عربي موحد رافض لفكرة تهجير الفلسطينيين من وطنهم ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وكانت الخارجية المصرية قد أكدت في بيان لها، في وقت سابق، بأن القاهرة أجرت اتصالات مكثفة مع العواصم العربية، في إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة والضفة الغربية.
ووفقاً للبيان، شهدت الاتصالات تبادل الرؤي حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية، والتأكيد على ثوابت الموقف العربي إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأي إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضي الفلسطينية، على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولي، وتعدٍ على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
وأوضحت الوزارة حينها، أن الاتصالات عكست إجماعاً على ضرورة السعي نحو التوصل لحل سياسي دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال المسار العملى الوحيد، والذي يتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية”.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة رويترز، أن مسودة البيان الختامي للقمة العربية تعتمد الخطة المصرية لمستقبل غزة. مشيرة إلى أن المسودة تدعو المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى تقديم دعم سريع للخطة المصرية.
وذكرت الوكالة أن مسودة البيان الختامي ذكرت أن القادة العرب يدعون لإجراء انتخابات في كافة المناطق الفلسطينية خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.
وبحسب الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة ستسغرق المرحلة الأولى عامين وتشمل بناء 200 ألف وحدة سكنية، وأن فترة التعافي المبكر ستستغرق 6 أشهر ويشمل رفع الأنقاض وتركيب مساكن مؤقتة، كما تنص الخطة على أن إعادة الإعمار بالكامل ستستغرق 5 سنوات.
يشار إلى أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، قد أعلن في وقت سابق الانتهاء من الخطة المصرية العربية المقترحة لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيراً إلى أنه سيتم عرضها على القادة العرب في القمة الطارئة.
من جانب آخر، وعلى هامش القمة اجتمع الرئيس الشرع ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني برئيس المجلس الأوروبي السيد أنتونيو كوستا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن في الرابع والعشرين من الشهر الماضي تعليق بعض من العقوبات المفروضة على سوريا والتي تطول قطاعات اقتصادية رئيسية، في قطاعي النقل والطاقة، بما في ذلك النفط والغاز والكهرباء، كما قرر المجلس “رفع 5 جهات هي المصرف الصناعي، ومصرف التسليف الشعبي، ومصرف الادخار، والمصرف الزراعي التعاوني، ومؤسسة الطيران العربية السورية، من قائمة الجهات الخاضعة لتجميد الأموال والموارد الاقتصادية”.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس الشرع والوزير الشيباني برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والوفد المرافق له.
كما التقى الرئيس الشرع والوزير الشيباني مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي على هامش القمة العربية غير العادية “قمة فلسطين”.
وكان الوزير الشيباني قد أجرى محادثات موسعة مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على هامش مشاركتهما في الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في القاهرة أمس، وفق ما ذكرته قناة المملكة الأردنية.
واتفق الصفدي والشيباني على استمرار التنسيق والتشاور بهدف تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وخلال اللقاء أدان الصفدي الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وشدد على ضرورة انسحاب كيان الاحتلال من كل الأراضي السورية، وحذر من التبعات الكارثية للاعتداءات على أمن واستقرار المنطقة مؤكداً ضرورة تفعيل القانون الدولي، وانسحاب “إسرائيل” من كل الأراضي السورية.
كما جدد التأكيد على موقف الأردن الداعم لسوريا وأمنها واستقرارها ووحدتها.