الثورة – حسين صقر:
يكتظ سوق باب سريجة بالمتسوقين، وتظن للوهلة الأولى أن هؤلاء جاؤوا لملء الأكياس والعودة إلى منازلهم لإدخال الفرحة إلى قلوب أطفالهم، لكن سرعان ما تتبخر الآمال بذلك، حيث كما يُقال: الجمل بليرة، والأخيرة غير موجودة.
“الثورة” رصدت حركة المواطنين في السوق المذكور، والتقت البعض وسمعت ما يقولون، وأكد الغالبية على توافر المواد، ولكن مع كل أسف لن يكونوا قادرين على التسوق، رغم انخفاض الأسعار عما كان سائداً أيام النظام الأسدي المخلوع. استطلاع فقط
السيدة الخمسبنية سهى الريس وهي ربة منزل، قالت: خرجت منذ الصباح لعلني أستطيع الحصول على بعض الحاجيات الضرورية، وقبل كل شيء قصدت الاطلاع على الأسعار، وما حصل أنني لن أكون قادرة حتى على شراء الضروري.
محسن حمّاد، وهو موظف من الدرجة الأولى، أكد أنه لم يستطع شراء سوى بعض الحاجيات، وقد أصبحت حملاً ثقيلاً على كاهله، لأنه اضطر لاستدانتها لتأمين حاجات المنزل قبل حلول الشهر المبارك.
تفاوت بالأسعار
هاني الشمري- متقاعد، قال: راتبي التقاعدي لا يتعدى ٣٠٠ ألف ليرة، وأضاف لم يقتصر الأمر على شخص بعينه، بل يواجه السوريون، خاصة أصحاب الدخول المنخفضة والمتوسطة، تحديات متزايدة بسبب عدم انخفاض الأسعار لما يتناسب مع دخولهم وزيادة احتياجاتهم من السلع الغذائية والمواد الرمضانية، وقال: لا يتجرأ الشخص منا أن يدعو أحداً عملاً بالعادات السائدة والمعروفة، في الوقت الذي يجب أن يجتمع الأهل والأقارب في الشهر الفضيل.نهى سيد محمود- موظفة، قالت: تتفاوت الأسعار من محل للآخر رغم أنها نفس الماركة أو المصدر، وهو ما يدعو للتساؤل، أي لماذا هذه الفروق؟! واقترحت أنه وفي محاولة لتخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين، خصوصاً الفئات الأكثر احتياجاً، لابد من البحث عن حل، بالإضافة لإطلاق مبادرات أهلية تتبنى ردم الثغرة المادية الموجودة.
تحديات أخرى
منى كركوتلي- متقاعدة، قالت: إن هناك تحديات اقتصادية أخرى، ولا تقتصر متطلبات المنزل على المواد الغذائية والمنظفات، خاصة أننا في فصل الشتاء، وبحاجة للتدفئة سواء على مادة المازوت أو الغاز، وهذه أعباء إضافية تضاف إلى سجل الحاجات المنزلية التي لا يستطيع أي منا تغطيتها.
أسعار السلع
وفي جولتنا رصدنا أيضاً أسعار السلع، حيث تتراوح أسعار لحمة الخاروف بين ٨٥ و١٤٠ ألف ليرة، والعجل من ٦٠ إلى ١٢٠ ألف ليرة، أما الدجاج من ٤٠ ألفاً إلى ٥٠ ألفاً حسب نوع القطعة، والأسماك تبدأ بـ ٣٠٠٠٠ أو أقل بقليل حتى ٤٠٠٠٠، وكذلك المعلبات من ٥ آلاف حتى ١٤٠٠٠، والسكر من ٧٥٠٠ إلى ٨٥٠٠، والرز من ٩٠٠٠ إلى ١٥٠٠٠، وكذلك المعجنات كالمعكرونة والشعيرية من ٧٥٠٠ ليرة إلى ١٠٠٠٠ ليرة، بالإضافة لبعض المواد الأخرى كالسمن والزيت وذلك حسب المصنع.
السوق يلبي ولكن!
سوق باب سريجة يلبي احتياجات المواطنين من السلع الغذائية والمنتجات الرمضانية بأسعار مختلفة تتناسب مع احتياجات الأسر، لكن لا تتناسب مع دخولهم، وذلك مع ازدياد الحاجة للسلع.
أسواق أخرى
هذا ويوجد أسواق أخرى بعدة مناطق لكن مع الأسف لا تختلف أسعارها عن السوق، ما خلا المؤسسة الاستهلاكية التي لاحظنا فارقاً بسيطاً فيها.
وتشمل تلك الأسواق المنتجات الزراعية من الخضراوات والفواكه ومصادر البروتين من اللحوم والدواجن والأسماك، وكذلك السلع الغذائية الأخرى مثل السكر والزيت والأرز والمعكرونة ومنتجات الألبان، والتمور والتوابل وغيرها، ولكن مع كل أسف هناك صعوبة في الحصول عليها.
الباعة
أبو حاتم- صاحب ملحمة، قال: إنه كما ترى، هناك الكثير يسأل، لكن القليل يشتري، موضحاً أن الأسواق سوف تبقى على هذه الحال مكتظة بالمارة ولكن من دون التسوق.
أبو سعيد- صاحب مواد غذائية، تحدث: حاولنا تخفيض الأسعار وإجراء تنزيلات وتقديم بعض العروض لتشجيع الناس لكن مع كل أسف رغم ذلك لا حركة ملفتة، ومازال السوق بارداً.
#صحيفة_الثورة