الثورة-ترجمة هبه علي:
تحاول جمهورية أذربيجان، إلى جانب حليفتها الوثيقة تركيا، تحديد ملامح علاقات جديدة مع القادة الجدد في سوريا، وستكون النتيجة المهمة والطويلة الأمد لهذا التطور هي مزيد من التوافق بين سوريا وتركيا وجمهورية أذربيجان في جنوب القوقاز، كما يكتب فالي كاليجي .
بعد اندلاع الحرب السورية في 15 آذار 2011، أصبحت العلاقات بين جمهورية أذربيجان وسوريا معقدة تدريجيا، وذكرت باكو أن أذربيجان، باعتبارها قوة صغيرة في سياق النظام الدولي الحديث، تحاول عدم الانخراط بشكل مباشر في الصراع السوري، وبعد السقوط المفاجئ لحكومة بشار الأسد في كانون الأول 2024، تتغير هذه الظروف تدريجياً ويجري مراجعة العديد من مناهج السياسة الخارجية، وفي تطور مهم للغاية، التقى نائب وزير الخارجية الأذربيجاني يالتشين رافييف بوزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني خلال زيارة أخيرة إلى سوريا في 29 كانون الأول 2024، ثم أعادت أذربيجان فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، بعد انقطاع دام 13 عاماً في 18 شباط 2025، والواقع أن الشيباني أكد أن أذربيجان، إلى جانب تركيا، تقف متضامنة مع سوريا خلال هذه الفترة الحاسمة بهدف ضمان استقرار البلاد ورفاهية شعبها، وأكد رافييف أن أذربيجان ستقدم كل الدعم اللازم خلال عملية إعادة إعمار سوريا.
وتشير هذه التصريحات إلى أن جمهورية أذربيجان تنوي لعب دور أكثر أهمية في سوريا ما بعد الأسد إلى جانب حليفتها التقليدية تركيا، ويبدو أن العلاقات الوثيقة بين تركيا وقادة سوريا الجدد، فضلاً عن غياب أرمينيا وإضعافها في سوريا بعد الأسد، قد وفرت فرصة جيدة لباكو، بالإضافة إلى ذلك، يمكن لجمهورية أذربيجان أن تشارك مع تركيا في عملية إعادة إعمار سوريا، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من النفوذ الاقتصادي والتجاري للشركات العامة والخاصة الأذربيجانية هناك في أعقاب رحيل الأسد.
ومن النقاط الجديرة بالملاحظة أيضاً التشابه بين سقوط حكومة بشار الأسد أمام المعارضة في سوريا واستعادة جمهورية أذربيجان السيطرة على إقليم ناغورنو كاراباخ. وفي هذا الصدد، أكد نائب وزير الخارجية الأذربيجاني يالتشين رافييف في اجتماع مع وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني أن “خبرة أذربيجان في إعادة بناء وإحياء أراضيها المحررة يمكن تطبيقها على جهود التعافي في سوريا، في إشارة إلى إقليم كاراباخ، وهو إقليم في جنوب القوقاز تم تحريره في الفترة 2020-2023 من احتلال دام ما يقرب من 30 عاماً “. وأكد الشيباني أن “تحرير أذربيجان لأراضيها من الاحتلال كان أمراً بالغ الأهمية لتعزيز السلام والاستقرار العالميين، وقدم تهانيه للشعب الأذربيجاني”.
وفي آخر تطور مهم، هنأ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في 14 شباط 2025 أحمد الشرع على توليه منصب رئيس الجمهورية العربية السورية في الفترة الانتقالية، وفي هذه الرسالة، قال: ” اليوم، هناك فرص كبيرة لرفع العلاقات بين أذربيجان وسوريا إلى مستوى جديد نوعياً وإثراء تعاوننا بمحتوى جديد، وفي هذا الصدد، أغتنم هذه الفرصة لأدعوك لزيارة أذربيجان”.
ويبدو أننا يمكن أن نتوقع زيارة الزعيم السوري الجديد إلى باكو في المستقبل القريب، بعد الزيارة الرسمية التي قام بها إلى المملكة العربية السعودية وتركيا.
وبالتالي، فإن المواقف الحالية لقادة سوريا الجدد تتناقض تناقضاً تاماً مع مواقف النظام البائد، فيما يتصل بالتحالف مع الأرمن وأرمينيا ودعمهما،وهذا يشير إلى أنه منذ سقوط بشار الأسد، طرأ تغيير كبير على نهج سوريا تجاه كل من جمهورية أذربيجان وأرمينيا، وستكون النتيجة المهمة وطويلة الأمد لهذا التطور هي مزيد من التوافق بين سوريا وتركيا وجمهورية أذربيجان في جنوب القوقاز.
المصدر-Valdai
