الثورة – غصون سليمان:
الترفق بالفقراء أمر على غاية من الأهمية، وله مسارات وأنواع مختلفة، منها ترخيص الأسعار وانخفاضها وعدم الاحتكار وزيادة المعاشات للموظفين والعمال، وهذا أمر على غاية من الأهمية، فالناس كما يقول خطيب مسجد المرابط في منطقة المهاجرين فضيلة الشيخ عبد الرحمن كوكي لـ”الثورة”: في رمضان تكثر احتياجات الناس والثواب يتضاعف، ففعل الخير كما ورد في آثار الأحاديث.. الثواب يفعل الخير في غير شهر رمضان، وفي رمضان له أضعاف أكثر من الأيام العادية، فعلينا أن نتكاتف ونتعاون للوقوف إلى جانب الفقراء الذين ربما بعضهم ينتظر من العام إلى العام هذا الشهر لكي يجد إخوانه من أبناء جلدته، ومن أبناء بلده، وأبناء دينه يقفون إلى جانبه.
حق معلوم
وأضاف: نستذكر هنا قوله تعالى: “وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.. وقوله تعالى: “وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم”، وقد أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا”.. وأخرج الإمام مسلم من حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال: قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر”.
ولفت الشيخ كوكي إلى مجموعة أمثله دالة على التكافل الاجتماعي في عصر النبوة، وأشهر وأعظم مثال المكافأة والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، مبيناً أن فعل الخير لا يقتصر على المسلمين فقط، فيجوز للمسلم أن يقدم الهدية لغير المسلم من أبناء وطنه، وذكر أن زكاه المال تكون خاصة للمسلمين، وكذلك صدقة الفطر، ولكن لا يجوز أن يكون التكافل بين أبناء الوطن على أساس فئوي فقط، بل ينبغي أن نري الناس محاسن الإسلام، فنقوم بهديه لإخواننا الفقراء من بقية أطياف ومكونات المجتمع السوري.
التكافل المالي
وحول أنواع التكافل المالي، بيّن خطيب جامع المرابط، أن التكافل المالي في الإسلام له أنواع: زكاة المال وزكاة الفطر، وكان سابقاً يتم مساعدة العبيد على الحرية، ومازال موجوداً، بمساعدة من في رقبتهم ديون أو دية على أدائها.
وأضاف الشيخ كوكي: لدينا قواعد في الإسلام تؤكد وتحضنا على التكافل الاجتماعي، ومنه قاعدة الضرر يزال، والفقر هنا ضرر، والفقر يؤدي إلى جريمة، فلينبغي علينا أن نكافح هذا الضرر بالزكاة والصدقة، أيضاً الحاجة تنزل منزلة الضرورة، ذلك أن هناك من الضرورات التي لا يمكن للإنسان أن يعيش من دونها، وهي الطعام والشراب والماء والهواء، وعندنا الحاجات التي تتعسر الحياة من دونها، مثل: الكهرباء والمواصلات، وكذلك التحسينات والكماليات، لكن الحاجيات التي هي بالدرجة الثانية في حال تفشت بالمجتمع تنزل منزلة الضرورة، فيجب على جميع أفراد المجتمع أن يتكاتفوا لمساعده الفقراء.
تعزيز الروابط الأسرية
وتابع قائلاً: عندنا قاعدة على غاية من الأهمية، وهي المصلحة العامة تتقدم على المصلحة الخاصة، فهناك بعض الأشخاص يملكون مالاً وفيراً، ومن مصلحتهم الخاصة مساعدة الفقراء والمحتاجين، كما أن للتكافل الاجتماعي أهمية لناحية تعزيز الروابط الأسرية، وتلبية احتياجات الفقراء ما يخفف من معاناتهم، فلا يجوز أن يجتمع حسب قوله جوعان اثنان، جوع الصوم وجوع الفقر، فالتكافل الاجتماعي يساعد في التنمية والتطوير وينمي الحس الإنساني والرحمة، ففي الحديث الصحيح “من لا يَرحم لا يُرحم”، وفي الحديث الصحيح “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يَرحمكم من في السماء”.
#صحيفة_الثورة