لا يختلف مراقبان حياديّان على أن جميع أبناء الشعب السوري، باستثناء مافيات الفساد، فرحوا بسقوط الدكتاتور الأسد، لأنهم جميعاً كانوا توّاقين إلى الحرية التي ترفع درجةَ إحساس الإنسان بإنسانيته.
ولأنهم أيضاً ضاقوا ذرعاً بالظلم والقهر والفساد والمحسوبيات، وباتوا الأكثر حاجة للعدالة بين الشعوب.. ولأن نظامه جعل الغالبية العظمى منهم في حالة يُرثى لها من الفاقة والعوز.
أما وقد منَّ الله على شعبنا بالنصر المؤزر فإن الحفاظ على هذه النعمة يكون، بعد شكر الخالق، بتوحيد كل أطياف الشعب خلف القيادة، وذلك من خلال التسامح والتصالح والمحبة، والتعالي على الجراح، ونبذ الكره، ورفع الظلم ونشر العدالة.
إن تعدّد الألوان يُغني اللوحة ويزيدها جمالاً، إذا كان الرسام مبدعاً.. وريشة الرسام هنا هي الإعلام ورجال الدين والنخب الثقافية الذين يجب أن يأخذوا دورهم الإيجابي في رسم لوحة الفسيفساء السورية الجميلة.
تعدد أطياف أي مجتمع يمكن أن يكون نعمة، ويمكن أن يكون نقمة، فهو في الغرب نعمة بسبب الوعي، وليس مقبولاً أن يكون في سوريا (مهد الحضارات) نقمة.
#صحيفة_الثورة