الثورة- منهل إبراهيم:
أكد كاتب بريطاني على وجوب أن تستقل أوروبا استراتيجياً في مسائل الدفاع، مع ضرورة الحفاظ على علاقتها الوثيقة بحلف شمال الأطلسي.
وقال الكاتب تيموثي جارتون آش في مقال له بصحيفة الغارديان البريطانية بعنوان “بينما يهدد ترامب وبوتين أوروبا”: عاشت حركة تشرشل ديغول!، مؤكدا على ضرورة أن يتبنى الأوروبيون مقاربة جديدة للدفاع عن أنفسهم في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة، خاصةً مع تزايد التهديدات من روسيا والانفصال المتزايد للولايات المتحدة عن الشؤون الأوروبية.
ويشير إلى أن أوروبا بحاجة إلى “الاستقلال الاستراتيجي” في الدفاع، “لمواجهة ترامب الذي يُشكك في التزام أمريكي عمره 80 عاماً بالدفاع عن أوروبا ضد روسيا”، مع ضرورة الحفاظ على علاقتها الوثيقة بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، كونه المنظمة العسكرية الجادة الوحيدة في أوروبا.
ويقول جارتون آش: “نحتاج إلى إعادة التفكير في توسيع نطاق الردع النووي الفرنسي والبريطاني، في مواجهة عدم اليقين المُطلق من تصرفات ترامب”. داعيا إلى دمج أفضل تقاليد الدفاع الأوروبي (التي تمثلها شخصيات مثل ديغول وتشيرشيل) من أجل بناء قدرة دفاعية أوروبية متكاملة، رغم التحديات السياسية والاقتصادية الكبيرة التي تواجه القارة.
وتحدث الكاتب عن ثلاث عقبات تواجه تحقيق “انتقال سريع ومتماسك وآمن من الوجود في تحالف تهيمن عليه الولايات المتحدة، إلى أوروبا خالية من أي قوة مهيمنة”، أولها “التنوع التاريخي والثقافي في فهم الأمن القومي” أي أن التاريخ الخاص لكل دولة أوروبية في الأمن القومي يجعل من الصعب التنسيق بين الدول الأوروبية حول سياسات دفاعية موحدة.
ويضيف أن ثاني هذه العقبات يتمثل في أن “السياسات الديمقراطية لا تزال وطنية” بمعنى أن دول الاتحاد الأوروبي تصرف ميزانياتها الدفاعية بشكل منفصل وفقاً لمصالحها الوطنية، مما يعيق التنسيق الفعال والتوحيد في صناعة الدفاع الأوروبية.
وآخر هذه العقبات، “التحديات الاقتصادية والديون” حيث تواجه معظم الدول الأوروبية أعباء مالية كبيرة بسبب الديون الكبيرة والشيخوخة السكانية، مما يجعل من الصعب تخصيص الموارد اللازمة لتعزيز الدفاع على حساب الاحتياجات الاجتماعية الأخرى.
ويختتم جارتون آش مقاله بدعوة القادة الأوروبيين إلى ما أسماه “إحياء روح النضال التي تمتع بها تشرشل وديغول، وأن يشرحوا للناخبين أيضاً بصراحة أننا نواجه صراعاً آخر مستمراً”.
