طوى السوريون العام الرابع عشر على ثورتهم بانتصار انتظروه طويلاً، ودفعوا في سبيله فاتورة ثقيلة، شملت مئات الآلاف من الأرواح التي أزهقت.
وللمرة الأولى منذ أربعة عشر عاماً احتفل السوريون بذكرى انطلاق الثورة السورية دون خوف من صاروخ أو برميل متفجر بعد نيلهم حريتهم والتخلص من النظام الساقط.
وفي مشهد غير مسبوق منذ عقود، ألقت طائرات مروحية تابعة لسلاح الجو السوري الورود على جموع السوريين الذين خرجوا للاحتفال في ساحة الأمويين بالعاصمة دمشق.
رمزية الحدث تمثل تحولاً رمزياً كبيراً، إذ إن الطائرات المروحية لطالما كانت مصدر رعب للسوريين منذ اندلاع الثورة عام 2011، حيث ارتبطت هذه الطائرات، منذ ذلك الحين وحتى سقوط نظام بشار الأسد، بإلقاء البراميل المتفجرة التي أودت بحياة آلاف السوريين، ودمّرت أحياءً بأكملها، وساهمت في محو بعض المناطق من الخريطة السورية.
في ذكرى اندلاع الثورة السورية، ورغم انتصارها وإسقاط نظام الأسد، لا يزال ملايين السوريين بين نازحين ولاجئين، كما لا يزال عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين مجهولي المصير.
الكثير من التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية، تواجهها الإدارة الجديدة، وقد حظي الإعلان الدستوري بترحيب غالبية الشعب كونه يشكل خطوة متقدمة على طريق ملء الفراغ السياسي، ومنح الرئيس والإدارة الجديدة الشرعية الشعبية ومنح خطواته التي أقرها الإعلان الترحيب والثقة الشعبية لمواصلة الخطوات نحو ترسيخ دعائم سوريا الجديدة.
وفي ذكرى الثورة السورية، تظل القضية الأبرز منذ سقوط نظام بشار الأسد، قضية المغيبين والمختفين قسراً في سجونه، إضافة إلى أزمة النازحين واللاجئين الذين لا يجدون منازل ولا بنية تحتية تشجعهم على العودة.