الثورة – رنا بدري سلوم:
“الخط العربي الأصيل، يزيد الحقّ وضوحاً”، هكذا قيل عن الخط الجميل، وهو ما دفع الخطّاطة نجاح الدروبي إلى تخطيط تعابير تشكيليّة بجميع أنواع الخطوط وخاصة الثُلث الجليّ، كونه يتصدَّر صحون المساجد وقباب المتاحف وأضرحة الشّهداء، متأثِّرةً بالخطاطين العالميين كحامد الأمدي وعبد العزيز الرفاعي، اللذين منحا خيالها الخصوبة والتجديد.
وفي تصريح لصحيفة الثورة قالت الدروبي: “موهبة الخط خُلقت معي منذ الصغر، لذلك عندما كنت أرى لوحات خطيّة في المعارض أحاول محاكاة حروفها على الورق، لتكون هذه الخطوة هي الأولى في تحقيق حلمي الذي أحب وأعشق، إضافة إلى إقامتي في مدينة “دمشق” القديمة، حيث تأثرت كثيراً بالزخارف العربية واللوحات المزيّنة بالخطوط العربيّة الأصيلة.
كما دفعتني دراستي للغة العربية في جامعة دمشق إلى تذوّق الأدب العربي بشكل فنّي أدى لتدبيج تعابير تشكيلية محاطة بالزخارف الدقيقة، وناطقة بالحكمة والبلاغة، وذلك بعد دراستي الأكاديمية للخط في معهدي أحمد وليد عزت بدمشق، والثقافة الشعبية بحمص، فأتقنت فنون الخط العربي بشكل صحيح”.
وتشير إلى أنها مزجت الزخارف العربية بالخط العربي، فبدت اللوحات أقرب إلى الفن التشكيلي الشفاف القوي، مازجةً بين العبارة المكتوبة ونوع وقوة الخط والزخارف الموجودة في اللوحة، لتصبح كياناً واحداً من ناحية المعنى والشكل الهندسي.
وحول حضورها في المعارض، قالت: بدأت بهذه الخطوة عام 1998 بمعرض فردي في المركز الثقافي العربي “بحمص”، ثم تلاه عدد من المعارض أبرزها في المركز الثقافي العربي بدمشق “أبو رمانة” عام 2003، كما شاركت في “مسابقات سورية وعالمية أهمها في مسابقة “اسطنبول” للخط العربي بلوحة “خط الثلث المتراكب” ونلت شهادة تقدير.
وعن معاناتها للوصول إلى ما تصبو إليه في الخط، تقول: تتلاشى المعاناة أمام الإصرار والتمسُّك بتحقيق الحلم، فقد امتدَّت يد المساندة والدعم لي من كبار الخطاطين في سوريا مثل: أحمد المفتي، محمود هواري، محمد قنوع، عدنان الشيخ عثمان، محمد القاضي وغيرهم كثر، ولاسيما عندما أحسوا بحبِّي للخط واستخدامي لتقنيات مختلفة في الخطوط كافة، واعتبرني الباحث فيصل شيخاني من المطوِّرين في فن التخطيط وخاصة في مدينة حمص، قائلاً: “يمكن الاستعانة بخبراتها لرسم وتشكيل عدد من الزخارف في بعض الأماكن الأثرية أو الدينية في سوريا”.