الثورة- فؤاد الوادي:
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن وبلدات الضفة الغربية، وسط تصعيد مستمر في حالات التهجير القسري والهدم والاعتقال وتدمير البنى التحتية. وذكرت وكالة “وفا ” الفلسطينية أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى مدينة طولكرم، ومخيمها، حيث تواصل حصارهما لليوم الـ70 على التوالي، ولليوم الـ57 لمخيم نور شمس. وأفادت “وفا” بأن قوات الاحتلال نشرت فرق المشاة بشكل كبير داخل حاراتهما، مع اقتحامها للمنازل، وتخريبها وإطلاق الرصاص الحي، والقنابل الضوئية، وسماع دوي انفجارات بين الفينة والأخرى. وأوضحت، أن قوات الاحتلال ما زالت تتمركز في عدة منازل داخل المخيمين، حيث حولت عدداً منها إلى ثكنات عسكرية، في وقت انتشرت فيه آليات الاحتلال في محيطهما، وسط حصار مطبق عليهما. وشهد مخيم نور شمس، فجر اليوم، انتشاراً مكثفاً لآليات الاحتلال وفرق المشاة التي جابت حاراته، وتركزت في حارة المنشية، وسط أعمال تفتيش، وتمشيط واسعة. وفي موازاة ذلك، انتشرت قوات الاحتلال داخل مخيم طولكرم، في إطار التصعيد المستمر الذي طال كافة حاراته، والذي أصبح فارغاً من سكانه بعد تهجيرهم قسراً من منازلهم، وخالياً تماماً من مظاهر الحياة، بعد تدمير كامل للبنية التحتية وتخريب وهدم وحرق للمنازل والمنشآت. وفي سياق متصل، جابت آليات الاحتلال شوارع وأحياء المدينة بشكل استفزازي، وأقامت الحواجز الطيارة، في عدة مواقع، منها: شارع نابلس، وشارع شويكة في الحي الشمالي، وعند المدخل الجنوبي للمدينة، واعترضت المركبات المارة، واحتجزتها لوقت طويل، وأخضعتها للتفتيش والتدقيق في هويات ركابها، واستجوابهم.
وتواصل قوات الاحتلال استيلاءها على عدد من المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس، والحي الشمالي للمدينة، وتحويلها لثكنات عسكرية مع تمركز آلياتها في محيطها، في حين تقوم بالتضييق على المواطنين واعتراض حركة تنقلهم في الشارع الذي أغلقت مقاطعه بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين.
وأسفر العدوان المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية. كما ألحق العدوان دماراً شاملاً في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمر الاحتلال 396 منزلاً بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية. وفي مدينة جنين ومخيمها، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه عليها لليوم الـ 76 على التوالي ، وسط عمليات تجريف وإحراق منازل، وهدم أخرى، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية. وأطلق جنود الاحتلال، صباح اليوم، الرصاص الحي تجاه مجموعة من العمال، قرب جدار الفصل العنصري على أراضي قرية رمانة شمال غرب جنين، خلال محاولتهم الوصول إلى عملهم داخل أراضي الـ1948، ما أدى لإصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي في القدم. ويواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، حيث يطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط مخيم جنين الخالي من السكان. ويتفاقم الوضع الإنساني لنحو 21 ألف نازح هجرهم الاحتلال قسراً من منازلهم في مخيم جنين، خاصة مع فقدانهم لمصدر دخلهم، وممتلكاتهم، ومنعهم من العودة إليها. وتشير التقديرات إلى أن 600 منزل دمر في المخيم، فيما أصبحت قرابة 3000 وحدة سكنية غير صالحة للسكن. وبحسب المعطيات، فإن الوضع الاقتصادي للنازحين البالغ عددهم 21 ألفاً يمثل واقعاً وتحدياً جديداً على الصعيد الإنساني في جنين، ما زاد نسبة الفقر، خاصة مع فقدان المهجرين لوظائفهم، وأعمالهم.