الثورة – فؤاد الوادي:
لا ينفصل قرار وزارة الخارجية بنقل سفيري سوريا لدى كل من روسيا والمملكة العربية السعودية إلى الإدارة المركزية في دمشق، عن سياق الجهود الكبيرة والعمل الدؤوب الذي تقوم به الدولة السورية الجديدة لإرساء العدالة الانتقالية في سوريا، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا بتنظيف البلاد من فلول النظام البائد، الذين كانوا يدافعون عنه بالنار والحديد، سواء في خارج سورية أو داخلها، ولاسيما أولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري.
ضمن هذا السياق، يعتبر هذا القرار خطوة على الطريق الصحيح الذي تسير عليه الدولة كمنظومة مؤسسات متكاملة، بكل ثقة واقتدار، لإعادة النهوض بشتى المجالات، فلا يمكن للدولة أن تخطو نحو التعافي الداخلي، من دون أن تخطو بالتوازي خطوات متقدمة ومتسارعة نحو التعافي السياسي بكل درجاته وأشكاله، ولعل هذا الأمر تحديدا، ونقصد هنا ” خطوات الدولة نحو التعافي السياسي” ، كان جليا وواضحا للجميع ومنذ الأيام الأولى للإدارة السورية الجديدة التي بلغت أشواطاً في سياق التعافي السياسي وانتشال البلاد من مستنقع العزلة السياسية التي أغرق بها النظام المخلوع البلاد.
فيما هو أبعد من ذلك، يحمل القرار بين سطوره رسالة سياسية، لكل الدول التي جعل النظام المجرم بين السوريين وبينها سدا من الكراهية والحقد والعداوة خدمة لمصالحه ومشاريعه المتطرفة، وبمشاركة ودعم حلفائه المعروفين في المنطقة والعالم، رسالة سياسية، بأن الوقت قد حان لبدء عملية تطهير واسعة يواكبها إعادة ترتيب وصياغة لكل مفردات العمل الدبلوماسي والسياسي في جميع البعثات السورية في الخارج، وفقا للرؤية السورية الجديدة التي تطمح إلى تصفير مشكلاتها وعداواتها الخارجية، وإعادة بنائها على أسس وثوابت وطنية حقيقية.