بعيداً عن المناكفات اليومية، والقيل والقال في الشأن السوري، والتجاذبات المتداولة على جميع المستويات، بين بعض الزملاء والأصدقاء في أماكن العمل، وحرم المنازل، والاجتماعات العامة وغيرها، فإنه ثمة فسحة من الوقت تحتاجها الحكومة الجديدة لترتيب البيت الداخلي ومتطلباته القطاعية على جميع المستويات، فما يهم المواطن صراحة هو كسر الجليد والبدء بإصلاح ذات البين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتحقيق الأمن والأمان، وتحفيز دوران عجلة الإنتاج وفق خطط مدروسة حسب الأولويات لكل وزارة ومؤسسة، وإنصاف الكوادر الوطنية المؤهلة، فهي توفر الوقت والجهد والمادة، على مبدأ (لا يحك جلدك إلا ظفرك)، ولعل الأهم في هذا السياق هو عدم تجاوز دور الإعلام وعينه الناقدة، حين يرصد وجع المجتمع ويشير إلى بعض السلبيات والثغرات التي لابد من تظهيرها، ليس بغرض التشهير أو السبق الصحفي، بقدر ما هو تصويب لمسار العمل ومعالجة الأخطاء- إن وقعت قبل التنفيذ أو بعده، فهو الجسر المعبد بين المواطن والمسؤول، وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير هنا إلى الصدى الإيجابي لسرعة استجابة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، بعد أقل من ساعة على عرض منشور على صفحة سماعة حكيم عن تأخر مفاضلة الأطباء، والذي أكد أنه تم تشكيل لجنة من وزارتي التعليم العالي والصحة لإصدار المفاضلة بأقرب وقت، واعداً بمفاجآت إيجابية تراعي مصلحة الطلاب سيتم الإعلان عنها في حينها، فليس أجمل من الآذان الصاغية من دون تجاهل للمطالب المحقة.