الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
كيف يمكن إعادة صياغة الهوية الثقافية من خلال التراث.. وكيف يتم الترميم المعنوي والمادي للمكتبات والمراكز الثقافية العلمية؟، كان أبرز ما تناولته المحاضرة التي ألقاها الدكتور محمود المصري في مديرية الثقافة
في حمص، بالتعاون مع مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية تحت عنوان “التراث والإحياء والتمكين في الشام الجديد”، في قاعة سامي الدروبي، ضمن فعاليات دار الروَّاد للثقافة والتراث والفنون”، تحدّث فيها المصري عن تغييب الهوية الثقافية الأصلية التي علينا استعادتها والعمل على تعزيزها وتمكينها من خلال المشروعات الثقافية والعلمية ذات الصلة بهذه الهوية.
قام بعرض نموذج لمشروع علمي كانوا يقومون به في المكتبة الوقفية سابقاً، واستمرّ العمل عليه في تركيا والآن يعاد إلى إحيائه في حلب لتعميمه على جميع مدن بلاد الشام، يتضمن المباني الأثرية والمدارس القديمة التي سيعملون على ترميمها وإعادة الوظيفة الأصلية لها، لأنها تؤدي مهمة علمية وثقافية، المجتمع بأمس الحاجة لها.
وأشار المصري إلى التحدي الكبير بإعادة الهوية الثقافية للشام، وضرورة الحفاظ على تقاليدنا التي تميز مجتمعنا السوري عن باقي الدول، ليتمسك أبناؤنا بحماية التراث الثقافي مع ضرورة فهم الجيل القادم لعمق وأصالة ثقافتنا.
وأكد على ضرورة الترميم المعنوي في المكتبات والمراكز الثقافية العلمية المستحدثة الآن، وكيفية سير الترميم المعنوي جنباً إلى جنب مع الترميم المادي للمدارس القديمة والأماكن الأثرية التي يعاد إلى توظيفها توظيفاً ثقافياً مناسباً يتناسب مع وظيفة المراكز الأصلية التي أُنشئت عليها، ليتناسب مع شروط الواقع.
يذكر أن الدكتور محمود المصري أستاذ ودكتور في تاريخ العلوم والحضارة الإسلامية، ومدرس في جامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في اسطنبول والمدير العام لدار المخطوطات في اسطنبول.