ما الذي يحتاجهُ السوريون اليومَ للنهوض؟

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير نور الدين الإسماعيل

كثيرةٌ هي الأشياء التي تحتاجها البلاد اليوم للنهوض مجدداً بعد سنوات من الحرب والدمار على جميع المستويات، من البنية التحتية، والمؤسسات، والاقتصاد، والسياسة وغيرها من النواحي التي تقوم عليها الدول، لكن طبيعة سوريا الفريدة من حيث تركيبة البنية المجتمعية تضيف إلى كل ما سبق وجود المحبة ليكون النهوض سوياً، والثمرة مرضية للجميع.
سوريا التي تشكلها فسيفساء عرقية ودينية تميزها عن محيطها، لا يمكن لها أن تنهض، وأن تتقدم دون ذوبان الكل في جسم واحد هو الوطن، دون التركيز على التفاصيل التي تفرقهم، ودون الخوض في خصوصيات كل جزء من تلك الفسيفساء.
كثيراً ما سخر سوريون من الأغنية التي غناها الفنان سمير أكتع، والتي حملت عنوان “بالحب بدنا نعمرها”، ضاربين أمثلة حول صعوبات الواقع الاقتصادي والمعيشي للسوريين، وأن الحب لا يشيد البناء بعد تهدمه.
لكن الحقيقة هي أن البلاد لا يمكن لها أن تقف على قدميها دون المحبة والتسامح وقبول الآخر، حتى ولو توفر المال، لأن المال يبني لكنّ الكراهية تهدم، وبغير الحب لا يدوم البناء، وحتى فإن المنزل الذي لا حبَ فيه لا حياة فيه، والبلد الذي لا حبّ فيه لا حياة فيه، ولا مستقبل له.
المطلوب من السوريين اليوم، وقبل كل شيء الابتعاد عن خطاب الكراهية المتبادل، وأن يؤمن السوري أنه لا يمكن له أن يُلغي الآخر، وأن الطريق نحو البناء يبدأ بالمحبة، بالاحترام، بالمحافظة على حياة وكرامة السوري.
تغذية النار وإضرامها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لن يفيدنا كسوريين، وكل ما سينتجه مجرد أجيال متناحرة هدّامة لا تؤمن بالآخر وتسعى إلى سحقه في حال امتلكت القوة.
وعبر مرِّ العصور لم تخلف الكراهية سوى دمارٍ وحروبٍ، ونحن اليوم أمام عالم تسعى دوله إلى الوصول إلى مراتب متقدمة على الساحة الدولية، عبر اقتصاد قوي يصنعه أبناء تلك البلدان، والذين لا يفكرون سوى في بناء اقتصادهم لبناء بلدانهم، وذلك من خلال المشاركة، والعمل المتكامل من قبل الجميع.
وحتى لا أكون طوباوياً أكثر من اللازم، أعي جيداً حجم المصاعب التي تقف في طريق ذلك البناء، وأن الخلافات التي خلقها النظام البائد، والتدخل الخارجي عبر المشاريع العابرة للحدود بين السوريين شكلت شرخاً لا يسهل إزالته، وفجوة تحتاج وقتاً لردمها، لكننا لا نملك الكثير من الخيارات، كما أننا لا نملك رفاهية الوقت لنفكر في ذلك.
جميعنا اليوم مطالبون بوقفة مع الذات، ومراجعة شاملة، حتى تكون النتائج مرضية، وحينها تتحول المثالية المطروحة إلى برنامج عمل للجميع، يسير عليه حتى يصل إلى الهدف، يضاف إلى ذلك أن الدول الأخرى لن تحترمنا كسوريين مادمنا متفرقين متشرذمين متناحرين، لا نحترم بعضنا على أقل تقدير.
ولأن المحبة هي هوية عبورنا إلى بناء الدولة والمجتمع المتماسك، فإن محاسبة المجرمين وأذرع النظام البائد، وإنهاء المشاريع الخاصة بالأطراف الخارجية هي أولوية لا بد من الاستعجال فيها لتمهيد الطريق إلى مجتمع متماسك يمكّن السوري من أن يقبل الآخر كشريك معه في وطن أثقلته الجراح، وأرهقته الكراهية، وبات يتلمس طريقه زاحفاً من النفق نحو النور.

آخر الأخبار
مراجعة لضريبة البيوع العقارية.. عبد الكريم إدريس لـ"الثورة" : تُخفّض الإيجارات   سوريا قوية بوحدة شعبها ومتانة علاقاتها الإقليمية والدولية تأهيل دوار أبو فراس الحمداني في حلب نشوب حريق في برمانة المشايخ وفرق الإطفاء تحاصره المملكة المتحدة ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في السويداء وتدعو لإنهاء العنف القيادة السورية.. سعي وإصرار لبسط سيادة القانون وحماية جميع المواطنين   حقائب صحية وسلل إغاثية بدرعا لمهجري السويداء اتفاق تعاون بين اتحاد عمال سوريا و"حق-إيش" التركي واشنطن ترعى اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء بدعم عربي وإقليمي    إقبال واستجابة صحية في مركز الحجر الأسود تحالف أميركي مرتقب لتطوير قطاع الطاقة في سوريا قراءة في خطاب الرئيس الشرع.. تأكيد على الوحدة ورفض لمشاريع التقسيم والانفصال بيان من التحالف الأسترالي السوري (ASA) بشأن أحداث السويداء   تجمع عشائر الجنوب يعلن وقف القتال ويدعو لإطلاق المحتجزين وتأمين عودة النازحين  الوزيرة قبوات: جاهزون لإرسال المساعدات إلى السويداء فور تأمين الممرات الآمنة  الشبكة السورية: قصف ساحة الأمويين تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي  تحت سقف الوطن..  الرئيس الشرع عقب أحداث السويداء: لا استقرار دون سيادة الدولة و وحدة الصف  الشرع: الدولة لن تسمح بتح... الرئاسة تعلن وقفًا شاملًا و فورياً لإطلاق النار بالسويداء وتلوّح بإجراءات حازمة ضد المخلّين  الشعور بالأمان عند الأطفال أساس البنية النفسية السليمة