الثورة – فؤاد العجيلي وجهاد اصطيف:
تخوف المزارعين في حلب من تضرر الموسم الزراعي لهذا العام، نتيجة انحباس الأمطار وقلة الهطولات المطرية في الفترات السابقة، كان في محله، لأنه من المعروف أن معظم الأراضي الزراعية في المحافظة تزرع بالقمح والشعير والكمون والكزبرة والعدس وبعض المحاصيل الأخرى، وتعرضت بالفعل مساحات كبيرة من هذه المزروعات إلى التلف، ولم تكن تنفع الحلول لتدارك تضرر الموسم، الأمر الذي أدى إلى ترك تأخر هطول الأمطار نتائج “سلبية” على الإنتاج الزراعي بشكل عام.
حقيقة الوضع
وللوقوف على حقيقة الواقع الزراعي لهذا الموسم في المحافظة، أوضح رئيس اتحاد الفلاحين بحلب المهندس عبد الوهاب السيد خلال حديثه لصحيفة الثورة أن المحاصيل الأساسية التي تزرع بالمحافظة تعتمد على القمح والشعير بالدرجة الأولى وبشقيه المروي والبعلي، أما المحصول البعلي فلم يكتمل بتاتاً بسبب قلة الأمطار وموجات الصقيع، والمروي منه فقد لا تزيد إنتاجيته عن 50 إلى 60 بالمئة من إنتاجية كل موسم، مشيراً إلى أن المحاصيل الاقتصادية مثل الكمون والكزبرة هي الأخرى تضررت إلى حد ما للأسباب ذاتها التي ذكرت آنفاً.
الأشجار المثمرة والشتول وضعها جيد
وفيما تقسم مناطقنا الزراعية المنتشرة في المحافظة بالنسبة إلى الأشجار المثمرة إلى قسمين- يضيف رئيس الاتحاد- أن الغربي منها مع منطقة عفرين يعتمد غالبيتها على زراعة شجر الزيتون ومن منطقة اعزاز وصولاً إلى جرابلس وما بعدها يترافق معها زراعة الفستق الحلبي، وهنا يمكننا من القول: إن أضرار هذا الموسم بالنسبة لهذه الزراعات كانت أخف من المحاصيل الزراعية الأخرى، لافتاً إلى أن محاصيل العروة الربيعية “البطاطا” والتي تتم زراعتها بشكل أساس في منطقتي السفيرة ومارع، فإن أمورها سليمة حتى الآن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى محاصيل الخضار والشتول التي تزرع في الحقول عبر أنفاق وتنقل إلى المناطق المستدامة، مثل الباذنجان والبندورة والخيار والكوسا وغيرها، ويمكننا القول: إن وضعها جيد وتزرع في كل أنحاء المحافظة، من دون أن ينسى ذكر تحدٍّ آخر واجه المحصول وعدم الوصول لإنتاج جيد لهذه السنة المتمثل بعدم تشغيل قناة الري في وقت سابق كونها كانت متضررة وبحاجة إلى صيانة.
دورات علفية استثنائية
وأضاف: إنه من خلال رؤية المنظمة الفلاحية المستقبلية للواقع الزراعي في حلب، فإن المسؤولية الأهم التي تقع على عاتق المنظمة هي الدفاع عن حقوق الفلاحين ومساعدة كل ما يتعلق بشؤون وشجون مربي الثروة الحيوانية، واستطعنا مؤخراً أن نساهم بفتح عدة دورات علفية استثنائية للمربين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الثروة، خاصة بعد تحرير البلد من النظام البائد، وبأسعار مخفضة حيث كان يباع الطن العلفي بنحو 340 دولاراً لكل طن في السوق، بينما استطعنا تأمينه بمبلغ 270 دولاراً لكل طن للإخوة المربين، فضلاً عن تأمين كل مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتواصلنا مع الحكومة من أجل التخفيف من الرسوم الجمركية فيما يتعلق بهذه المستلزمات جميعها.
نظرة مستقبلية
وعن دورات تثقيف المزارعين التي بدأ الاتحاد بحلب أولى خطواتها، بين السيد أنها بدأت بسلسلة دورات عن القيمة المضافة بمعنى توعية الفلاحين عن كيفية الاستفادة من الإنتاج الزراعي، بدءاً من الزراعة وانتهاء بالتصدير، خاصة أن منطقة جرابلس على سبيل المثال تضم نحو 500 ألف شجرة فستق حلبي يمكن الاستفادة منها زراعة وتصنيعاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المحاصيل الاستراتيجية كالقطن وغيرها.
وتمنى رئيس الاتحاد أن يكون الموسم الحالي موسم خير لكل الناس رغم الظروف المناخية التي لم تساعد في الموسم الحالي، خاصة أن سوريا بعد التحرير تشهد نقلة نوعية في مختلف القطاعات ومنها القطاع الزراعي الذي يحتاج منا جميعاً التكاتف والتعاون للوصول إلى أكبر قدر ممكن من تأمين السلة الغذائية للإخوة المواطنين وتطوير هذا القطاع المهم على مستوى القطر لما فيه خير البلاد والعباد.