الثورة – مها دياب:
بدأ تطبيق الدّمج التّعليمي في مدارس ريف دمشق منذ عام 2017، وتطور بشكل ملحوظ بعد عام 2020، وتحوّل من استقبال حالات إعاقة شديدة غير قابلة للتعلم إلى دمج أطفال قادرين على التعلم في صفوف عادية حسب درجات الإعاقة ونوعها، من الصف الأول إلى السادس.
نجاح هذه التجربة يثبت يوماً بعد يوم أنّ الإرادة والمتابعة يمكن أن تحوّل التحديات إلى نجاحات.
آليات الدّمج المطبقة
“الثورة” التقت بعض الكوادر العاملة في الحقل التربوي والمسؤولين عن متابعة وتعليم الأطفال في بعض المدارس، وتحدثوا عن أهمية الدمج وعن تجربتهم بالتعامل وتعليم الأطفال.
وبيّنوا أنّ كل طفل من ذوي الإعاقة يحصل على ٣ حصص أسبوعية تعليمية، تقييمية، نفسية، مع متابعة مستمرة مع معلمي الصف لضمان فهم المنهاج خاصة في الصفوف الأولى.
التّقييم والامتحانات
وأضافوا: إنه تم تحويل أسئلة المذاكرات والامتحانات إلى أتمتة كاختيار من متعدد، وتحويل كتابة المواضيع إلى أسئلة بسيطة، أو ترتيب جمل.
وهنا يظهر دعم مدرساتهم بالصف في عملية الدمج وإيصال المعلومة، وقدرات الطفل على الاستيعاب.
دور الأهل
وأوضحوا أنّ المتابعة المنزلية شرط أساسي للنجاح مثل: تعزيز الكتابة، والقراءة، والمهارات الحسابية، كما أنّ بعض الأهالي يشاركون في تعليم أبنائهم مهناً يدوية كالتطريز أو قص الشعر، لضمان استقلاليتهم مادياً إلى حد ما واعتمادهم على أنفسهم إن أمكن.نتائج ملموسةوبالنسبة لنتائج التعليم، قالوا: إنّ أطفال متلازمة داون تعلموا القراءة والتهجئة، والتحليل، والتركيب، والعد، والجمع.
أما أطفال الإعاقة البصرية تابعوا تقدمهم التعليمي، وبعضهم انتقل إلى مراحل تعليمية أعلى.
بينما حالات التخلف العقلي الشديد، يتعلمون الأساسيات، ومنهم من نجح بالتهجئة والنقل والكتابة من اللوح.
وأنّ هناك نجاحات فردية، منهم أطفال انتقوا إلى المرحلة الإعدادية، واعتبروا من المميزين بالتحصيل التعليمي، بينما طالبات تعلّمت قص الشعر والخياطة، وكل ذلك بدعم كبير من أسرتهم.
التعامل مع التحديات
وأشار المسؤولون إلى أن التنمر من التحديات الكبيرة للطفل المعوق، يتم التعامل معها عن طريق تعريف زملائه بالصف باحتياجات الطفل المعوق، وتشجيعهم على مساعدته، ومعالجة حالات التنمر عبر تعزيز ثقافة التعاطف أنّ هذا الطفل يحتاج محبتنا، ودعمنا، وتعليم الطفل المعوق كيفية الدفاع عن نفسه والتكلم عندما يتعرض لأي إساءة أيضاً تعليمه الاعتذار عند الخطأ.
كما يوجد تحدٍّ صحيّ، وأنّ بعضهم ممنوع من الأكلات المصنعة كالشيبس والبسكويت والشوكولا وحتى الخبز، لذلك يتم التوجيه والتأكيد على عدم تقديمها لهم من قبل زملائهم.
الدروس المستفادة
أخيراً.. إن الدمج ممكن حتى في الظروف الصعبة، إذا وجدت إدارة مدرسية ملتزمة، كما أن للأهل دوراً محورياً والمتابعة المنزلية تحدث فرقاً كبيراً، والتعليم المهني يعد خياراً حيوياً لضمان مستقبل الأطفال، إضافة للتوعية المجتمعية داخل المدرسة خاصة بين الطلاب تقللّ من التنمر، وتدمجهم جيداً مع الأقران.
وهذه التجربة تثبت أن الدمج الحقيقي ليس حلماً، بل هو واقع يمكن تحقيقه بالتعاون بين المدرسة من خلال بيئة داعمة والأهل من خلال المتابعة والاحتضان.. وإن الطفل المعوق ليس عاجزاً، بل يحتاج إلى فرصة تظهر قدراته.