طالما ادعت الولايات المتحدة الأميركية اهتمامها بالحريات وحقوق الإنسان حول العالم، وكانت من موقعها كزعيمة للعالم بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تتدخل بكل شاردة وواردة في أي دولة بعيدة أو قريبة، مستخدمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لقوننة هذا التدخل.
ولكن نحن في سوريا لم يأتنا من هذا الاهتمام شيئاً، وبقيت يد نظام الأسد (الأب والابن) مطلقة تعيث فساداً في سوريا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، إلى يوم سقوط حكم بشار الابن في 8 كانون الأول 2024 على يد الثوار.
وبقيت الإدارات الأميركية المتعاقبة 14 عاماً تدير الحرب التي بدأها النظام المخلوع ضد السوريين من مدينة درعا، والتي استجلب إليها إيران وأذرعها في كل مكان، وكذلك روسيا، وبين هذا وذاك تم تصنيع “داعش” كشماعة تستخدمها كل الأطراف المتحاربة على الأرض السورية، لقتل السوريين أنفسهم وتدمير حياتهم ومدنهم وقراهم تحت يافطة محاربة الإرهاب.
وبالرغم من فظاعة جريمة النظام بحق الشعب السوري بقيت الولايات المتحدة تمارس موقف المتفرج، ولم تحرك ساكناً ( ربما فقط للمناورات السياسية بين فترة وأخرى)، وهي التي لديها كل مفاتيح الحلول، حتى بعد أن تحررت سوريا من براثن النظام البائد، لذا لابد من موقف أميركي حقيقي مبني على إيمان واشنطن المطلق بالحريات وحقوق الإنسان، واحترام إرادة الشعب السوري، ويقود بقية عواصم العالم لدعم سوريا للنهوض من جديد، وفي مقدمة ذلك الرفع الفوري للعقوبات، فهل يأتي هذا اليوم الذي تتحمل فيه الإدارة الأميركية لمسؤولياتها الأخلاقية تجاه الدولة السورية التي تواجه تحديات كبرى لا طاقة لها عليها؟.
