المعالجة بالتثقيف.. نشاط مميز لجمعية رعاية السكريين الحزواني لـ”الثورة”: عشرة آلاف مريض مستفيد وثمانون خدمة يومية
الثورة – عبد الحميد غانم:
لا ينفصل عمل الخير، الذي تحضّ عليه كل الكتب السماوية، عن أحوال الدنيا، فهما متلازمان.
في مقالنا هذا نسلط الضوء على عمل جبار، يجمع بين الثواب والأجر الديني، وبين فعل الخير والفائدة الكبيرة التي تصب في الحياة المجتمع والإنسانية.
المعالجة بالتثقيف، خطوة مهمة اعتمدتها “الجمعية السورية لرعاية السكريين”، وهي جمعية متخصصة، استطاعت بجهودها المتميزة أن تحجز لها مكانة مهمة بين الجمعيات الخيرية المتخصصة، وأن تمتاز في تقديم جانب توعوي وتثقيفي، إلى جانب خدمة المعالجة العملية من مرض السكري.
حول الجانب التثقيفي الذي تتميز به الجمعية، أكدت عضو مجلس الإدارة- أمين سر الجمعية رزان الحزواني، أن الهدف الأساسي هو التثقيف والتوعية من خطر مرض السكري، مشيرة إلى أن مريض السكري بحاجة إلى علم وتوعية، إلى علم إدارة مرض السكري، معتبرة أن هناك حلقة مفقودة بين الطبيب والمريض، لذلك تعمل الجمعية على مساعدة المريض على تعلم تطبيق طريق المعالجة وفق وصفات الطبيب، وجمعيتنا تقوم بمساعدة المريض على تطبيق وترجمة وصفة الطبيب، من خلال توعية المريض، بما هو مطلوب منه للأكل والشرب وتناول الأدوية، وخاصة إذا كان طفلاً أو شيخاً كبيراً.
برنامج طموح
وتركّز الجمعية السورية لرعاية السكريين على الأنشطة التوعوية، لتعزيز ثقافة دعم مرضى السكري، والتعريف بالمرض وكيفية تعايش المريض معه، والإجراءات التي يتوجب على المريض وذويه اتخاذها لحمايته من مضاعفات المرض.
وحول برامج التثقيف الصحي، أوضحت الحزواني أن الجمعية تنظم بشكل دوري برنامجاً طموحاً، من خلال محاضرات وندوات يشارك بها أطباء اختصاصيون، تقدم معلومات واستشارات طبية، تتعلق بغذاء مريض السكري، وتجاوز حالات هبوط أو ارتفاع السكر، والاختلاطات الناجمة عنه، كما تشارك كوادر الجمعية بالمعارض والمهرجانات، حيث تقدم فحوص السكري مجاناً، للكشف عن حالات السكري الصامتة، ويتم تشخيص إصابات جديدة بناء على التحاليل، وعدد من الأعراض يشعر بها الشخص دون أن يعلم أنه مريض سكري.
وأردفت: تقوم الجمعية، وفق برنامج لتقديم خدمة نوعية، ولا تعمل بشكل عشوائي بل بشكل منظم وفعّال، وتحت مراقبة الأطباء والصحة، هذا البرنامج تثقيفي، يتحدث مع كل الأعمار عن المرض، وطرق المعالجة وآلية استخدام الدواء، ويبدأ من الألف إلى الياء، من خلال تسع محاضرات (فيزيولوجية- أنسولينات- حبوب فموية- رياضة- تغذية- اختلاطات)، وتضم كل دورة بحدود (20) شخصاً- وتقدم محاضرة أو محاضرتين أسبوعياً- وعندما يتخرج المريض من هذه الدورة، بعد حدود شهر ونصف الشهر أو شهرين، يصبح المريض وحده قادراً على إدارة مرضه، وضبط ارتفاع السكر وتنظيمه بشكل صحيح وسليم، وتحقيق نتيجة ناجحة لضبط السكر، وأن يتعافى من هذا المرض.
ولفتت الحزواني إلى أن الجمعية التي أشهرت عام (2003) وبدأت عملها عام (2004) وهي تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أسسها مجموعة من مرضى السكري عانوا من هذا المرض، بهدف التخفيف من الأعباء المالية على مريض السكري، وتقديم التوضيحات اللازمة للعلاج.
خدمات مميزة
ونظراً للظروف الصحية الجديدة، وبعد التحرير، أدخلت الجمعية- بحسب أمينة سر الجمعية- معايير حديثة، وخدمات مميزة لمرضى السكري، وتقدم (تحليل دم مجانياً- استشارات طبية مجانية- تقديم أجهزة كشف نسبة السكر بشكل مجاني)، باستثناء شرائح التحليل يدفع المريض نسبة من ثمنها (نصف القيمة) ويمكن أن تكون مجاناً بحسب حالة المريض المادية.
عشرة آلاف مستفيد
أما الدعم الذي تتلقاه الجمعية، فغالباً يأتي من دعم الفعاليات المجتمعية والأهلية وأهل الخير، وبلغ عدد المستفيدين المسجلين نحو عشرة آلاف مريض سكري، ويراجع الجمعية يومياً بين (70 و80) مريضاً، وتقدم لهم خدمات الجمعية (فحص دم- استشارات طبية- تثقيف صحي) ولدى الجمعية فريق مختص من طبيب وممرضات، يقوم بتقديم خدمات الجمعية.
500 طفل سكري مستفي
ولفتت الحزواني إلى أن الجمعية أطلقت برنامج كفالة خاصاً بالأطفال مرضى السكري الأيتام، أو من الأسر المهجّرة، وغيرهم من المسجلين لدى الجمعية، فوصل عدد المستفيدين من هذا البرنامج إلى نحو 500 طفل وطفلة، يقدم لهم الدواء مجاناً بشكل شهري، حيث يتم تأمينه عبر عدد من المتبرعين الداعمين للجمعية، أو عينات مجانية مقدمة من عدد من شركات الصناعات الدوائية، مشيرة إلى أن كل طفل يكلف الجمعية شهرياً من شرائح تحليل وأدوية ما يعادل 400 ألف ليرة سورية.