تصدير الأغنام.. سوريا الأولى عربياً والخامسة عالمياً قرنفلة لـ”الثورة”: ثروة متجددة تفوق النفط في الاستدامة

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:

لقطاع الثروة الحيوانية أثر كبير على النمو المستقبلي للاقتصاد السوري، لكونه يشكل ما بين 35-55 في المئة من إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي، ونحو 18 في المئة من قيمة الصادرات الزراعية. وبحسب الخبير في الإنتاج الحيواني والتنمية الزراعية المهندس عبد الرحمن قرنفلة، فإن ثروتنا الغنمية تلعب دوراً مهما في الحفاظ على التوازن البيئي في البادية، وتقوم بتحويل نباتاتها (التي يصعب على كثير من الحيوانات استهلاكها) إلى لحم وحليب، وتسيطر لحومها على النسبة الأعظم من سلة لحوم المواطن السوري، وتشكل منتجات حليبها جزءاً أساسياً من مائدة إفطار الأسر السورية، وتسهم صادراتها بإنعاش الاقتصاد الوطني، وتعمل على توفير فرص عمل كبيرة، وتشكل واحدة من أهم القطاعات الواعدة للاقتصاد السوري، بحسب قرنفلة.

أغنام العواس ثلاثية الغرض

وتمتلك سوريا عِرق أغنام العواس، وهو من أشهر عروق الأغنام العالمية، التي تنتشر في المناطق الجافة من بلاد الشام، وتسعى كثير من الدول للحصول على أفراد من هذه الأغنام لاستخدامها في تحسين إنتاجية عروق وسلالات أغنامها المحلية، وتعرف أغنام العواس- بحسب الخبير في الإنتاج الزراعي والحيواني- بأنها ثلاثية الغرض، تنتج اللحم والحليب والصوف، حيث تختص تركيبة لحومها بنكهة متميزة ترتبط بعوامل متعددة، مثل طبيعة وتركيبة نباتات المراعي التي تتغذى عليها، وانتشار عروق ناعمة من الدهون بين طبقات اللحم ما يكسبه نكهته المرغوبة في الأسواق الخارجية، ويشكل حليب الأغنام مصدراً مهماً لصناعة الحليب ومشتقاته، حيث يستخرج منه الزبدة والسمن البلدي، إضافة إلى دخوله في سلاسل تصنيعية لإنتاج عدد كبير من منتجات الحليب التقليدية، أما صوف أغنام العواس، فهو من أنواع الصوف الخشن، ويدخل بشكل رئيس في صناعة السجاد الممتاز النوعية.

مورد للقطع الأجنبي

وحول صادرات الأغنام قال المهندس قرنفلة في رد على سؤال “الثورة”: لطالما شكلت صادرات الأغنام نافذة تصديرية واسعة ومفتوحة ونسبة مهمة من إجمالي صادرات سوريا الزراعية، وتشير السجلات إلى أن نسبة صادرات الأغنام من إجمالي قيمة الصادرات الزراعية بلغت نحو 16في المئة عام 2004.

ويشير إلى أن قيمتها النقدية تجاوزت 236 مليون دولار أميركي آنذاك، وهو رقم قابل للزيادة، فيما لو تمّ وضع سياسات حكيمة للتعامل مع هذه الثروة المتجددة، والتي تنافس النفط القابل للنفاد.

وسبق أن احتلت سوريا المركز الخامس عالمياً، والأول عربياً في صادرات الأغنام.

تناثرت كحبات الذهب

كما أكد المهندس قرنفلة أنه في المراعي الطبيعية بالبادية السورية تنتشر قطعان الثروة الغنمية وكأنها حبات من الذهب، وتعتبر البادية بمراعيها الطبيعية المصدر الرئيسي لتغذية الأغنام السورية، ولعمل آلاف الأسر البدوية التي اتخذت من رعي الأغنام مهنة رئيسة لها، إضافة إلى عدد كبير من المهن التي تتعلق بنشاط تربية وتجارة الأغنام ومنتجاتها ومستلزماتها، وتعتبر الأغنام من حيث عددها من أكبر مكونات الثروة الحيوانية السورية، إذ تشكل أعدادها 89 في المئة من إجمالي أعداد الثروة الحيوانية المنتجة للحوم الحمراء، بينما تمثل أعداد الماعز 6 في المئة تقريباً والأبقار نحو 5 في المئة.

وتشير البيانات الإحصائية، وفق المهندس قرنفلة، إلى أن أعداد الأغنام وصلت عام 2007 إلى نحو 22,865 مليون رأس، بينما تدهورت إلى 5,511 ملايين رأس عام 2011، ليصل عددها وفق قاعدة بيانات منظمة الأغذية والزراعة الدولية 18,57 مليون رأس عام 2023.