في عصرالمحتوى الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، بات العالم منفتحاً على احتمالات كثيرة، إما أن تكون خيراًعليه ترفع مقامه وتعزّه، وإما تنعكس وبالاً عليه تغيّر حياته وتقلبها رأساً على عقب.
وفي حياتنا اليومية الكثيرمن التناقضات أيضاً، فحبّة الدواء الواحدة تكون مسكناً للألم، وعدة منها تتسبب بحالة تسمم، وكذلك العصا، نستطيع أن نقتلع حجراً بها من طريق لتسهيله، كما يمكن بها قتل رجل، ما يعني إذا أحسنّا استخدام الأشياء والأدوات والمواد نجحنا، وإذا أسأنا، سقطنا وخسرنا وندمنا.
والهاتف إحدى تلك الأدوات التي دخلت حيواتنا وفرض نفسه علينا، وبات ضرورياً للتواصل، نستخدمه لخدمتنا وتيسيرأمورنا، لكن هناك من استخدمه لعكس ذلك، ولاسيما أن فيه من الميزات ما لا يعد أو يحصى، وإحداها ميزة تسجيل المكالمات، والمقاطع الصوتية والتصويرية.
مع كل أسف، أن البعض يستخدمها لإثارة الفتنة والفوضى، ويقوم بتشغيل ميزة التسجيل، وفورانتهاء المكالمة يقوم بتسخيرها لأغراض شخصية، غيرمراع للأمانة والخصوصية، وغير محترم للطرف الآخر الذي ائتمنه على الحديث، فالمجالس أمانات، ومتناسياً أنه يجب استئذان ذلك الشخص لإرسال هذه المكالمة أو تلك، أو ذلك المقطع الصوتي أو المصور، وتنبيهه أن الهاتف يسجل، أو هناك من يسمع.
في كثير من الأحيان لا يقصد قائل الكلمة شيئاً سلبياً من ورائها، لكن ربما يفسرها سامعها بشكل مغلوط، وتذهب بين القائل والمستمع عداوة.لكي نستمر معاً، يجب مراعاة الخصوصية، والحفاظ على أمانة الحديث وسلامة نقله وكيفية التعامل مع الآخرين.