أذكر أنه بتاريخ 18 كانون الأول من عام 2023 تناولتُ عبر صحيفة الثورة ما آل إليه واقع السلطة الرابعة في سوريا تحت عنوان “صحافتنا في ظلّ العصف المعلوماتي”، وذلك من خلال توصيف أبرز المعوقات وأسبابها، والحلول التي كان من المستحيل حينها الأخذ بها في ظلّ ترهل المفاصل الإعلامية، صاحبة القرار وجمود أدواتها.
اليوم ومع القفزات الوثابة التي يشهدها الإعلام السوري عموماً، وصحيفة الثورة بشكل خاص، نجزم جميعاً أن مفاتيح التعاطي مع ثورة المعلومات باقتدار تنافسي باتت قاب قوسين أو أدنى من صحافتنا المحلية، وأن السلطة الرابعة تستعيد دورها الرقابي بعد التأكيد على أن حرية العمل الصحفي مكفولة.
للمقال حضور، وللمحتوى أصداء شعبية، واستجابات حكومية، وأن إشكاليات الطباعة والتوزيع والانتشار، وافتقار التدريب على مستجدات التعامل مع المحتوى الذي تعشقه محركات البحث الإلكترونية، والتي طالما كانت اقتراحات مدورة، حلولها لا تتعدى جدران قاعة الاجتماعات المعهودة، تجاوزتها اليوم اتفاقيات تشارك وتعاون واسعة الأفق، واستراتيجيات عمل وثابة نحو المستقبل، وسياسة تحريرية شاملة هدفها بالمحصلة إعادة الثقة بين الصحافة الوطنية والمواطن، وتحقيق التمازج المهني ما بين الصحافة الرقمية والتقليدية.
ما يجعل من الإعلامي السوري كيميائياً في صنع محتوى مهني منافس، يعكس الصورة التي تليق بوطنه وأهله إلى العالم، كما ذكر الكاتب والصحفي الأمريكي وليام إتش غاس “الكيميائيون الحقيقيون لا يحولون الرصاص إلى ذهب بل يحولون العالم إلى كلمات”.