احمد نور الرسلان:
أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، بالتعاون مع وزارة الطوارئ والكوارث، عن إطلاق خطة استجابة شاملة لموسم حرائق صيف 2025، تهدف إلى الحد من تأثير الحرائق على المحاصيل الزراعية والأحراج والغابات، مع بداية موسم الحصاد وارتفاع درجات الحرارة.
وفق المؤسسة، تأتي هذه الخطة في ظل تزايد خطر الحرائق الزراعية والحراجية، الذي يُشكّل هاجساً كبيراً للمزارعين، خصوصاً في وقت يشهد فيه القطاع الزراعي السوري تدهوراً حاداً نتيجة 14 عاماً من الحرب والجفاف، ما أدى إلى تقلص كبير في المساحات المزروعة، وانعكس سلباً على الأمن الغذائي في مختلف المناطق.
وذكرت المؤسسة في بيان، أن الخطة وُضعت ضمن الإمكانات المتاحة، بالتنسيق مع أفواج الإطفاء ومراكز حماية الغابات، بهدف تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات، والتخفيف من الأضرار البيئية والاقتصادية. وقد اعتمدت على مسوحات جغرافية لتحديد المراكز الأقرب للمساحات الزراعية، مع تعزيز هذه المراكز بالمعدات والكوادر اللازمة، ووضع خطط تحرك واستجابة فورية بالتعاون مع الجهات المعنية.
وقسمت الاستجابة إلى ثلاثة محاور رئيسية، أولها التنسيق المؤسسي، من خلال تفعيل مديريات الدفاع المدني قنوات تنسيق مع مديريات الزراعة والمياه ومراكز حماية الغابات، لتحديد مناطق الخطورة، وضمان الوصول السريع لمصادر المياه، مع تشكيل غرف طوارئ فرعية تعمل على مدار الساعة لتوجيه عمليات الإطفاء.
أما الثانية فهي نقاط الاستجابة المتقدمة، حيث تم تجهيز 36 نقطة استجابة موزعة جغرافياً حسب كثافة الغطاء النباتي ومخاطر الاشتعال، و 10 نقاط جوالة: للتدخل السريع مزودة بمعدات إطفاء خفيفة، و 26 نقطة ثابتة: منها 12 مفعّلة حالياً و14 قيد التجهيز، مزوّدة بكامل التجهيزات والكوادر المتخصصة.
والاستجابة الثالثة تركز على التوعية والوقاية، عبر إطلاق حملات توعية مجتمعية عبر البروشورات ووسائل الإعلام المحلية، لنشر الوعي حول السلوكيات الخطرة وطرق الإبلاغ عن الحرائق، بالتزامن مع برامج توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت المؤسسة أنه بالرغم من ضعف الإمكانيات اللوجستية، فإن هذه الخطة تمثل الحد الأدنى من الجاهزية، مع ضرورة توسيع الشراكات والدعم الإقليمي والدولي لتطوير القدرات الاستجابية.
ووفق إحصائيات لها، فإنها منذ بداية عام 2025 وحتى 11 أيار، تمكنت فرق الإطفاء من الاستجابة لـ 3371 حريقاً، شملت (1031 حريقاً في منازل ومبانٍ سكنية، 259 حريقاً في الحقول الزراعية، 697 حريقاً على جوانب الطرق، 148 حريقاً في الغابات، 167 حريقاً في الحدائق، 45 حريقاً في المخيمات، وعشرات الحرائق الأخرى في المنشآت العامة والأسواق والمدارس والمستشفيات).
وتتوقع الجهات المختصة أن يشهد صيف 2025 تصاعداً في الحرائق نتيجة التغيرات المناخية وسلوكيات بشرية غير منضبطة، إضافة إلى مؤشرات على احتمال وقوع حرائق مفتعلة في بعض المناطق، مما يفرض على الجميع مسؤولية مضاعفة في الرصد المبكر والتدخل الفوري لحماية الأرواح والممتلكات، وفي ظل هذه الظروف، تبرز خطة الدفاع المدني السوري كإجراء استباقي بالغ الأهمية لحماية مصادر الغذاء والبيئة وضمان استقرار الحياة اليومية في المجتمعات المحلية.