تعزيز الشراكات بين المؤسسات الصحفية  الكاتب السعودي د. الرباعي: ما عانى منه الشعب السوري أكبر من كل المعاني

 الثورة – سعاد زاهر: 

الدكتور علي الرباعي كاتب سعودي جمع بين الأدب والإعلام، عوالمه الفكرية بدأت في التشكل باكراً، تفاصيل رحلة الكاتب كما رواها يوماً.. لا يحط رحاله إلا ليوقد ناره، ويعد قهوته المعتقة برائحة الهيل والقرنفل، ليسمعنا “سواليفه” التي يرى فيها أن الانسان مثل “مصب الأنهار والأودية، كلما تعددت الينابيع صفا واتسع وغدا مستساغاً للطهي والشاي والسباحة”.. التقته صحيفة الثورة وكان لنا معه هذه الوقفة:

– كيف اشتغلت على تكوينك الثقافي؟

*هناك جين ثقافي، مؤكد أن السلالات العائلية تورّثنا من (الكروموسوم) ما هو أدبي واجتماعي وأخلاقي، ولكن اللافت أن أبي رحمه الله؛ أهداني كتاب (جواهر الأدب) للسيد أحمد الهاشمي) في المرحلة الابتدائية.

ثم كانت الدراسة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ وهي تركّز على اللغة والدين، ومن هناك تعززت الذائقة؛ وانفتحت لنا آفاق رحبة للقراءة، وشغف معرفي، مع معلمين كرماء من مصر والشام تحديداً..

في الجامعة تشرّبنا مفاهيم أوسع في عصر الصراع بين الصحوة والحداثة، وكان ميلي للحداثة غير مُعلن، ولاحقاً خطفتنا الصحوة في ركابها؛ ثم استعدتُ هويتي الثقافية منذ 2004 بالعمل في صحيفة الحياة اللندنية، وكانت مرحلة الدراسة العليا في جامعة الزيتونة في تونس؛ منذ 1993 -2001 الجسر الذي أزاح الغشاوة، ونقلني للضفة الأُخرى من النهر.

– من الواضح أن المجتمع السعودي يتجه نحو اللا تقليدية الفكرية، أسوة بالنهضة الصناعية التي تعيشها المملكة…كيف تشتغلون على هذا المنحى؟

نحاول المواكبة قدر المستطاع، وإن كانت منجزات الرؤية السعودية التي انتصرت للوطن والمواطن، أسرع وأعمق وأوسع من الإحاطة بكل ما يتحقق من نهضات بشرية واقتصادية واجتماعية، إلا أن مشاعرنا وكتاباتنا تحاول جاهدةً أن تُنصف ما بُذل وما يُبذل من جهود خيّرة، انعكست على محيطنا العربي وفضاء الإنسانية جمعاء.

– في زمن الذكاء الصناعي كيف يمكن أن نشتغل على الفكر والثقافة؟

نكون أذكى ونوظّف ما يمكن توظيفه لمصلحة إبداع الإنسان، فالآلة شيء، والإنسان كيان من عقل وعاطفة وشعور وإيمان ومسؤولية؛ ولو حاكى البشر الآلات سيغدون شيئاً، يتشيؤون، ويفقدون معنى إنسانيتهم وآدميتهم، وما أبلغ وصف أهل الشام للشخص الراقي بـ ( آدمي).

– تعمل في الصحافة الثقافية، كيف تجدد أدواتك، للحفاظ على شغفك؟

أعمل في عكاظ مع رئيس تحرير قارئ؛ ويعشق الأدب، وهو الأستاذ جميل الذيابي؛ وبحكم ثقته الكبيرة في شخصي، أحاول جاهداً أن تظلّ اللياقة في مستوى تطلعات زملائي في الصحيفة، ليقيني أنه لا صحفي ناجح إن لم يكن صاحب لياقة ولباقة وسعة صدر، ولا سبيل لذلك إلا أن تكون قارئا نهماً، ومتابعاً وعاشقاً للمهنة التي تعمل بها ؛ ومنتمٍ لصحيفتك، وغيور على موادك، وواسع في علاقاتك ومعارفك.

– كيف يمكن أن نشتغل على ثقافة شرق أوسطيّة جديدة…؟

بإعلاء شأن الصحافة، ودعمها، وتحديثها بما تقدمه التقنيات، وتأصيل وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الصحفية في العالم العربي، وعقد دورات مشتركة بين النخب الإعلامية في أكثر من زمان ومكان.

– كيف ترى الثقافة السورية؟

عاشق للثقافة السوريّة، ولا أملّ من الحديث عن الراحل حنا مينه رحمه الله، الذي قرأته، عاشقاً للبحر وأغرقنا معه في العشق، ثم زرته وحاورته، وكان من أعذب وأنبل المثقفين.

تشرفت بلقاء الشاعر الأحدث عربياً- محمد الماغوط، رحمه الله، في بيته بدوار المزرعة، وكتبتُ عنه بروفايل بعدما رفض الحوار، لأنه يذكره بأجهزة المخابرات، فحررت له مادة في نصف صفحة، بعنوان( وحيدٌ كصحراء عميقٌ كوردة) أو كنت أقضي عنده ساعات وهو على كنبته الأثيرة، ولعل بناته يوثقن ما كُتب عن أبيهن الفخم في كتاب بعنوان مقترح (قالوا عن الماغوط).

وكم كنتُ أسعدُ بسماع صوت الفهد حيدر حيدر، الذي حرر وجع الأرواح بما كتب، ولا أنسى فضل مكتبة النوري، ودار ميسلون ، كنت أتزود منهما بأثمن الكتب، وأذهب للهافانا، وأظلّ كما قال أبو تمام ( بالشام أهلي وبغداد الهوى)، (وَأَنا بِالرَقَّتَينِ وَبِالفُسطاطِ إِخواني).

– ماذا تقول للشعب السوري بعد التحرير؟

أعانكم الله، ووفق قيادتكم في توجهها لتضميد الجراح، وبلسمت آلام الأمس، وانتشال البلد العزيز من ساحات الخوف والحزن إلى رحاب الأمن والفرح، ولعلّ ما مرّ من متاعب وعذابات أكبر من كل الجُمل والكلمات، ولا يعرفُ الشوق إلا من يكابده، ولا الصبابة إلا من يعانيها، والأمل في ربنا كبير، ولصحيفة الثورة ، رئيس تحرير ومجلس إدارة وزملاء مهنة وعاملين، على إتاحة الفرصة لصوتي ومشاعري، كي تطل على من نحبهم ويحبونا.

 

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد