الثورة – خاص:
أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن مرحلة الهيمنة الغربية على المنطقة قد ولّت، مشيراً إلى أن التقسيمات التي فرضتها القوى الاستعمارية قبل قرن، وعلى رأسها اتفاقية “سايكس- بيكو”، كانت خطأ فادحاً لن يتكرر.
وفي منشور نشره على منصّة “إكس”، قال باراك :إن الغرب رسم خرائط وحدوداً وهمية “بالحبر والانتدابات”، كانت نتائجها كارثية على أجيال من شعوب المنطقة، مشدداً على أن الحلول المستقبلية يجب أن تنبع من الداخل، لا من الخارج، وأن زمن التدخلات الأجنبية انتهى لصالح شراكات قائمة على “الاحترام المتبادل والكرامة والسيادة الوطنية”.
وأضاف أن مأساة سوريا بدأت من الانقسام، لكن نهضتها الجديدة ستبدأ من الوحدة والاستثمار في طاقات شعبها، لافتاً إلى أن بلاده تقف اليوم إلى جانب تركيا ودول الخليج وأوروبا، لا عبر الجيوش أو فرض الإملاءات، بل من خلال دعم سلمي حقيقي لمسار التعافي والاستقرار.
وأوضح باراك، الذي يشغل أيضاً منصب السفير الأميركي في تركيا، أن “سوريا الجديدة تُولد بالحقيقة والمساءلة، والتعاون مع محيطها الإقليمي”، مضيفاً أن سقوط نظام بشارالأسد مهّد الطريق للسلام، وأن قرار رفع العقوبات “يفتح الباب أمام الشعب السوري ليبني مستقبله بعيداً عن الحصار”.
وكانت رئاسة الجمهورية العربية السورية قد نشرت تفاصيل اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، مع المبعوث الأميركي توماس باراك، في إسطنبول بتاريخ 24 أيار الجاري، في إطار زيارة رسمية.
وأشارت الرئاسة إلى أن اللقاء تناول تداعيات العقوبات الأميركية على الاقتصاد السوري، حيث أكد الرئيس الشرع أن هذه العقوبات لا تزال ترهق المواطنين، وتشكّل عقبة أمام جهود التعافي وإعادة الإعمار.
وشدّد على أن رفعها يمثل أولوية وطنية لاستعادة الاستقرار وتحقيق التنمية.
من جانبه، قال باراك :إن إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت فعلياً بتطبيق إجراءات لتخفيف العقوبات، ضمن مسار متدرج ينتهي برفع كامل لها، مشيراً إلى أن واشنطن تدرك أهمية هذا التحول في دعم الحكومة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع.
ويُعد توماس باراك أحد أبرز الشخصيات المقربة من الرئيس الأميركي، وقد ترأس لجنته الافتتاحية في انتخابات 2016، قبل أن يُعيّن مؤخراً مبعوثاً خاصاً إلى سوريا، في خطوة تشيرإلى تصعيد في المسار الدبلوماسي الأميركي تجاه دمشق بعد إعلان رفع العقوبات.
ومن المنتظر أن يقوم باراك بزيارة رسمية إلى دمشق قريباً، ما يُتوقع أن يشكّل محطّة مفصلية في إعادة تفعيل الدورالأميركي في دعم مسار الاستقرار السياسي والاقتصادي، ودمج سوريا تدريجياً في محيطها الإقليمي والدولي بقيادة حكومة الشرع.