الثورة – رفاه الدروبي:
نظَّمت مديرية الثقافة بدمشق معرضاً جماعياً بعنوان “عبق” بإشراف التشكيلية رغدة سعيد، شارك فيه ٢٢ فناناً وفنانةً من الفئات العمرية المتراوحة بين ٢٣ إلى ٦٧ عاماً، وعرضوا فيه ٥٥ لوحةً بقياسات مختلفة وأساليب متنوِّعة تناولت عناوين عدَّة، وكانت نتاج ورشة عمل استمرَّت أسبوعين في ثقافي أبو رمانة.
التشكيليَّة سعيد شاركت في تنظيم معارض فردية وجماعية وأشرفت على ورشات فنية، وكانت “عبق” ورشة عمل ضمَّت هواة من خريجي جامعة دمشق باختصاصات مختلفة، وبعضهم الآخر مازالوا على مقاعد الدراسة وبينهم ربات منازل، شرعوا يُفرِّغون طاقاتهم المخزَّنة، وشاركوا في معرض يحمل رائحة الطِّيب، وانبعاثها في أرجاء سوريا.
وأوضحت التشكيلية سعيد أنَّ المعرض تناول عناوين مختلفة، متغلغلاً بالبيئة الشامية، والحارات العتيقة، والتقطوا مشاهد داخلية للبيوت كشجرة النارنج، الإيوان، البحرات، جلسات العائلة في الفناء، كذلك وثَّقوا الذاكرة الشعبية برسمهم دور العبادة، والمولوية بثيابهم البيضاء الدَّالة على النقاء رافعين أيديهم إلى السماء، إضافة إلى لوحات زخرفة وخط عربي.
والمشاركون الهواة لم يكتفوا بما قدَّموه، بل استلهموا من صندوق ذاكرتهم المخزون الجمعي البصري واستعادوا صورة أحباب غادروا دنيانا.
بدورها التشكيلية رغدة أشارت إلى أنَّها استطاعت توطيد علاقتها مع المشاركين من خلال حبِّهم وشغفهم بالفن، وتفريغ طاقاتهم الفنية بهواية أحبُّوا تجسيدها على القماش المشدود فوق إطار خشبي، وتركت لهم حرية اختيار الألوان الخشبية، والمائية والإكريليك، ثم دعموا عملهم باستخدام تقنية معجون الإكريليك، والكولاج القماشي والورقي لإعطاء عناصر اللوحة شكلاً مجسَّماً نافراً يعكس جماليتها.
مدير المركز الثقافي عمار بقلة بيَّن أنَّ المعرض يعكس عبق نصر تحقَّق، إذ عبَّر المشاركون عن مكنوناتهم الداخلية بثورة شعب امتدت عقداً ونصف ليرسموا بأسلوبهم جمال دمشق وأصالتها من خلال ورشة عمل احتضنها المركز الثقافي لتشجيع الفئات الشابة من خلال دعم الفنانين الكبار.