سوريا من مُصدّر إلى مستورد للإنتاج الزراعي.. هل نُعيد النظر بالأصناف والسلالات؟

الثورة – إخلاص علي:

تراجع إنتاج سوريا الزراعي بشكل كبير، وتغيّر ترتيبها عربياً وعالمياً، كما غاب الكثير مما كانت تصدّره بين أهم الواردات مثل القمح والقطن وبعض الفواكه.

تأخر الإنتاج الزراعي له أسباب كثيرة.. في مقدمتها التغيّر المناخي وغياب استخدام المكننة والتقنية الحديثة في هذا القطاع وضعف الإمكانات، وهناك من يُرجع ذلك بنسبة معينة إلى الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية المعتمدة بديلاً للمنتجات الوطنية.

موضوع اعتماد أصناف عديدة من الحبوب كان محط تشكيك لدى البعض، ولاسيما بعد تعرّض بعض الحقول للجوائح والأمراض وتراجع الإنتاج، فيما يرى البعض أن تراجع الإنتاج لناحية الأصناف ليس دقيقاً، بل نتيجة تغيّر الظروف، فيما يؤكد مدير إدارة بحوث المحاصيل الأستاذ ثامر الحنيش أنه لم يتم التخلّي عن الأصناف والسلالات الوطنية بل تم تطويرها مع الحفاظ على مزاياها.

وأضاف الحنيش في حديث لـ”الثورة”: إنتاجية هذه السلالات ضعيفة، وعليه تم إدخال هذه الأصناف والسلالات ببرامج التربية لتحسين الإنتاجية والحفاظ على المواصفات التي تحملها، كالتأقلم مع البيئة والمقاومة للأمراض المنتشرة في المنطقة، وإلا لما كان الفلاح اتجه إليها، لافتاً إلى أنه في نهاية الأمر يهم الفلاح الإنتاجية والقيمة المادية التي سوف يجنيها من تعب يبذله طوال العام، فلم يتم إجبار أي مزارع على زراعة هذا الصنف أو ذاك.

اعتماد الصنف يحتاج 14 عاماً

وحول التشكيك باعتماد الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية، أوضح الحنيش أنه يتم اعتماد الصنف المحلي بعد نحو 14 عاماً منها 7سنوات أجيال انعزالية وسنتان خطوط مشاهدة وحقول كفاءة إنتاجية وسنتان حقول اختبارية وسنة حقول موسعة.

وبحسب الحنيش- يتم عن طريق لجنة اعتماد الأصناف المشكلة من جميع الجهات المختصة بالزراعة، ممثلين عن الجامعات ووزارة الموارد المائية والبيئة والطاقة الذرية والاستشعار عن بعد وممثلين عن مؤسسة إكثار البذار والمنظمات الدولية والعربية “أكساد” و”ايكاردا”، وممثلين عن وزارة الزراعة (إنتاج نباتي ووقاية نبات وإرشاد زراعي)، بالإضافة لممثلين من الهيئة إدارة بحوث المحاصيل وإدارة الوقاية وإدارة الموارد الطبيعية ويزرع في كل مناطق الاستقرار الأولى والثانية والمناطق المروية بكل المراكز البحثية.. وبعد كل هذا الجهد يتم رفض أو قبول الصنف وهناك العديد من الأصناف تم رفضها.

وأضاف: إذا كانت السلالة واردة من جهات كـ”ايكاردا” أو “أكساد”، يلزمه 7 سنوات حتى يتم اعتماده ناهيك عن 3 إلى أربع سنوات في مؤسسة إكثار البذار ليتم إكثار النوية في المؤسسة حتى تصل إلى الفلاح، وعليه هناك بروتوكول عالمي لإنتاج صنف نتبعه وليس اعتباطياً أو على مزاج أحد.

لاشك أن تراجع الإنتاج الزراعي بات واضحاً ومعروفاً للجميع، ولكن يبقى أن تُوضع الحلول والخطط التنفيذية لإنقاذ هذا القطاع الهام والحيوي لسوريا البلد الزراعي.

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية