الثورة – رنا بدري سلوم:
للمرة الأولى التي يشعر بها الحضور أنه “بالحب بدنا نعمّرها”، هذا رأي معظم من حضر مؤتمر مؤسّسة “رحمة حول العالم”، التي أبقت أياديها البيضاء ممدودة للشعب السوري خلال سنوات الثورة، وهي اليوم بعد رفع العقوبات تعقد مؤتمرها الأول بعد ١١ عاماً من العطاء والعمل، تحت عنوان ” مؤتمر تمكين” بفندق قيصر بلاس دمشق.
اثنا عشرة مؤسسة تنمويّة وخيريّة، اجتمعت اليوم حول طاولة المؤتمر “تمكين”، وكل منهم يفرد ورقة عمل لتمكين الشباب السوري، وطرح تحديات المشاريع الصغيرة وسبل النهوض بها.
وفي تصريح لصحيفة الثورة، بيّن مدير مؤسسة رحمة في أمريكا الأستاذ أديب شويكي أن المؤتمر اليوم هدفه عودة التعافي المبكر وإعادة بناء الإنسان والأوطان، مؤكداً أنهم كمؤسسة لم يبخلوا يوماً منذ تأسيس المؤسسة عام ٢٠١٤ بتقديم الخير والمساعدة للفئة المتضرّرة في كل سوريا، وفي عشرين دولة حول العالم، حتى وصلت إلى إدخال مساعداتها الإغاثية إلى غزّة الجريحة، فكانت تمد خفيةً يد العون بالتمويل والدّعم المادي في الشمال السوري والمناطق المشتعلة.
أما اليوم- والقول لشويكي: أتينا إلى دمشق حاملين أحلاماً ورؤى مستقبليّة تنهض بالإنسان السوري من دون تمييز أو عنصريّة وهي رسالتنا الإنسانية طوال عملنا الإنساني لنكملها ونعلنها في كل أنحاء سوريا بعد أن بدأنا من الشّمال السّوري والمناطق المُعتمدة على المساعدات الإنسانيّة.
بدورها عضو إدارة مؤسسة “رحمة” هُنيّدة أصبحي، أشارت إلى أن المؤسسة أتت بهدف أساسي، وقواعد ثابتة فهي منظمة لديها باع طويل بالجانب الإغاثي، والعمل اليوم هو حصيلة نتاج 14 سنة من عمر الثورة، أهمها تمكين الأجيال القادمة عبر التعليم وتطوير بيئات التعلّم وتحسين المناهج الدراسيّة وضمان توفير التعليم الجيد حتى في أصعب الظروف، بالإضافة إلى تمكين المرأة وغيرها من الأهداف المستقبليّة.
التقت “الثورة” بعض المشاركين في المؤتمر، منهم مدير مؤسّسة “تنمويّون بلس” للتنمية البشرية الدكتور وحيد العاسمي، والذي أشار إلى أن ورقة العمل المقدّمة من الفريق تهدف إلى التمكين والمشاريع الصغيرة التي تفتح الأبواب للتعافي المبكر الذي يبدأ من الإنسان من ثم الأوطان.
بدوره بين مدير جمعيّة “روافد التطوعيّة” في إدلب وحلب محمد الفاتح أن حضورهم في دمشق اليوم هو حالة نصر حقيقي، وأن عملهم الإنساني سيبقى هدفهم في كل الظروف، وأن تلبية دعوة مؤتمر “تمكين” هو تكاتف الجهود للتعافي الاقتصاد السوري بمبادراته الخيرية والتنموية.
من جهته بين مدير مؤسسة “رحمة” في درعا البلد، أدهم أبو بنون للثورة أنّ عمله كان في ظلّ الثورة السّورية قائلاً: قدّمنا المساعدات الإنسانية لآلاف العائلات المتضرّرة نتيجة جرائم النظام المخلوع، وكانت المؤسسة في المغترب تُدخل لنا الدعم من تمويل، وسعينا لفتح معبر الحدود خلال الثورة لإيصال المساعدات الأكثر العائلات تضرّراً.
وفي كلمة مشاركة في المؤتمر بيّن الدكتور راتب النابلسي، أهميّة الوقت وواجبه، من ثم كرمته مؤسسة رحمة في فلسطين بتقديم قلادة ذهبيّة مرسوم عليها علم فلسطين والمسجد الأقصى.
يذكر أن برنامج المؤتمر تضمن في جلساته الثلاثة عناوين حول التعافي المبكر وإعادة البناء، وتحديات المشاريع الصغيرة وسبل النهوض بها ووسائل التواصل الاجتماعي في دعم المشاريع الصغيرة، بإشراف نخبة من المعنين والمهتمين بالشأن الإنساني والإغاثي.