الثورة – سرحان الموعي:
انتشرت زراعة النباتات الطبية والعطرية خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل واسع في منطقة الغاب، وأصبح لدى المزارعين خبرة عالية بزراعتها، فهي ذات جدوى اقتصادية جيدة تستقطب عدداً كبيراً من الأيدي العاملة.
ومن أهم المحاصيل الطبية والعطرية المزروعة: حبة البركة- الكمون- اليانسون- الكزبرة- الشمرة- الحلبة- إكليل الجبل- الميرمية- الوردة الشامية- العصفر.. تتركز زراعتها بشكل أساسي في حقول طار العلا في الجزء الجنوبي والشرقي من مجال إشراف الهيئة وتنجح زراعتها بسبب طبيعة التربة، بينما تكون زراعتها في الجزء الشمالي والغربي بدرجة أقل بسبب التربة الطينية الثقيلة والرطوبة العالية ولذلك تزرع فيها ولكن بدرجه أقل.
ارتفاع تكاليف الإنتاج
وعن الجدوى الاقتصادية لهذه الزراعات قال مدير عام هيئة تطوير الغاب عبد العزيز القاسم لـ”الثورة”: إنها من الزراعات ذات الجدوى الاقتصادية الجيدة للمزارعين وتحقق ريعية وربحاً جيداً وتوفر فرص عمل كثيرة سواء بالزراعة أو التعشيب أو الحصاد.
وتحمل هذه المحاصيل قيمة طبية وغذائية عالية، ولكن زراعتها تعاني من عدة صعوبات، منها ارتفاع تكاليف الإنتاج وخاصة أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة ومحروقات ومبيدات، بالإضافة لارتفاع أجور اليد العاملة وأجور الآليات الزراعية.
وكشف القاسم عن تحكم التجار بشكل كامل بأسعار منتجاتها وخضوع أسعارها للعرض والطلب وبالتالي ينخفض سعر المادة بشكل كبير خلال موسم الحصاد.
وعن الصعوبات الأخرى أشار القاسم إلى ضعف التسويق وتصريف الإنتاج وعدم وجود شركات زراعية أو معامل تصنيع منتجات دوائية أو فروع لها في المنطقة لاستقطاب هذه المنتجات.
وبين مدير الهيئة أن إجمالي المساحة المزروعة بالنباتات العطرية خلال موسم (٢٠٢٤-٢٠٢٥) بلغت ٥٢٣٤ هكتاراً توزعت على مساحة ١٨٥٠ هكتار حبة بركة و١٣٢٣ هكتار كمون – ٧٥٨ هكتار كزبرة – ١١٦٣ هكتار يانسون و٨٠ هكتار عصفر و ١٨ هكتار حلبة.
وخلال الموسم السابق بلغ إجمالي المساحات المزروعة بالمحاصيل الطبية والعطرية ٩٩٠٠ هكتار، وتوزعت على مساحة ٢٣٧٩ هكتار حبة بركة، و٢٥٦٠ هكتار كمون، ١٨٧٥ هكتار كزبرة، و٢٨٥٢ هكتار يانسون، و٢٩ هكتار حلبة.
مع المزارعين
المزارع محمد سلوم من قرية دير شميل تحدث لـ”الثورة” عن قيامه بزراعة الزعتر الخليلي “الزوبع” وهذا النبات يزرع لمرة واحدة ويجنى لعدة سنوات ويتم حصاده أكثر من مرة سنوياً ويتميز بقلة احتياجه للمياة ويحقق ريعية جيدة.
ويزرع علي شاهر حبة البركة ولكن عدم استقرار أسعارها وتأثرها بالعوامل الجوية دفعه للبحث عن زراعات أخرى مثل الشمرا واليانسون.
وأكد كل من سلوم والشاهر أن أهم مشكلة تواجههم تحكم التجار بالأسعار وعدم وجود شركات تسويق تقدم لهم أسعار مجزية.
الوردة الشامية
بالإضافة لهذه المحاصيل يوجد اهتمام من قبل المزارعين بزراعة الوردة الشامية.. المزارع حسين الموعي من قرية نهر البارد من أقدم المزارعين بالمنطقة وأكثرهم خبرة بين أن زراعة الوردة الشامية بدأ منذ حوالي عشر سنوات، إضافة إلى زراعة إكليل الجبل والميرمية، وأشار إلى أنهم يجنون أزهارها وتقطيرها وصناعة ماء الورد وتجفيف أزرار الورد قبل تصدير الإنتاج إلى الجزائر والصين والأردن.
وأضاف: نعاني مثل كل المنتجين من العديد من الصعوبات خلال عملية الإنتاج وتصنيع المنتجات، أهمها عدم توفر الدعم المادي وجهات تتبنى تسويق الإنتاج.
وهنا تكمن أهمية وجود مؤسسات أو شركات تتبنى الاستثمار في هذه الزراعات والمنتجات الزراعية ما يساهم بشكل كبير في تطور زراعة النباتات الطبية والعطرية وتتحول من زراعه بسيطة إلى زراعة على مستوى أعلى بحيث تصبح عملية إنتاجية متكاملة تبدأ بالزراعة وتتطور لتصنيع المنتجات وتنتهي بتجهيز منتج تسويقي يستطيع المنافسة في الأسواق العالمية ويساهم بدعم الإنتاج الزراعي ويحقق عائدات اقتصادية عالية.