تعانقت القلوب وعمّت السّكينة في الأرجاء، تجلّت معاني المودّة ، وامتدّت الأيادي بالخيّرات، كما تمتد أشعة الشّمس لتضيء الكون دفئاً ونوراً.
كانت السّعادة تملأ الأرواح، والسّلام يملأ القلوب، هكذا عاش السوريّون أيام عيد الأضحى المبارك، فلم تكن أيام العيد كغيرها من سابقات الأيام، تجدّدت في هذا العيد الملامح في الوجوه، رغم الجراح والذكريات المؤلمة، رتّبت القلوب أفراحها كأن كل شيء يعود إلى أصله الأصيل، دفء العائلة وصدق المشاعر وعراقة التقاليد ..
استعاد السوريون في العيد وجوها أحبّوها، وطرقات مشوا عليها حين كانوا أطفالاً، وزيارات كانت تقليداً لا يمس، مهما ضاقت الأحوال أو كثرت المشاغل، مناسبة امتزجت فيها القلوب قبل الأيدي، وعلت فيها القيم الإنسانيّة على أي اعتبار آخر. هنا، لا تسأل عن الدين أو الأصل أو اللهجة، فهذا هو إرث السوريين، اعتادوا التآخي بطبعهم، وجبلوا على النخوة، كان الجار يسابق جاره ليلقي عليه التحيّة والتبريكات، كل بيت يفتح أبوابه، وكل مائدة تفيض بما جادت المقادير .
عادت الزيارات العائليّة التي كانت مؤجّلة، وجلس الأحفاد مع الأجداد، حيث منحنا العيد فرصة ثمينة لنتوقف قليلاً وننظر إلى من حولنا بعيون الامتنان. ليس هناك أجمل من لحظة يعود فيها الأخ لأخيه، والصديق لصديقه، وأم لابنها الذي طال غيابه، ورئيس يتحسس أحوال شعبه بقرب وبتواضع لا حدود لهما..
كل عام وأعيادنا لقاءات محبّة، وتعاون وإخاء وعمل، ومشاهد لا تنسى.

السابق
التالي