الثورة – منهل إبراهيم:
في ظلّ التطورات التي تشهدها المنطقة، وما ترتبت عليه الأوضاع جراء الصراع الإيراني-الإسرائيلي تتمسك سوريا بموقف الحياد تجاه هذا الصراع العسكري، من أجل تجنيب البلاد والشعب تبعاته وانعكاساته السلبية، والأمرفي لبنان يسيرعلى هذا المنوال.
وأكدت وكالة “أسوشييتد برس”: إن السوريين واللبنانيين بعد أعوام من الحروب، هذه هي المرة الأولى التي لا علاقة لهم بها، في إشارة للحرب الإيرانية -الإسرائيلية، والسوريون واللبنانيون مجرد متفرجين.
وقالت الوكالة :”ومنذ أن شنت إسرائيل وابلاً من الضربات على إيران الأسبوع الماضي، وردت إيران بهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة ضد إسرائيل، كانت الدول المجاورة في مسارهذه الضربات”.
وأوضحت “أسوشييتد برس” أنه خارج نطاق هذه الضربات، سقطت صواريخ وطائرات مسيرة في سوريا ولبنان والعراق، ما أدى إلى إتلاف منازل والتسبب في حرائق، وأسفرعن مقتل امرأة في سوريا، لكن هذه الدول لم تُجرّ حتى الآن مباشرةً إلى الصراع – الذي أودى بحياة أكثر من 224 شخصاً على الأقل في إيران و أكثر من 24 في إسرائيل، ويأمل الكثيرون من شعوبهم المنهكة من الحروب أن يبقى الأمر على هذا النحو.
وأضافت الوكالة “لقد عبّرالسوريون بشكل متكررعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عن مشاعرهم تجاه الصراع الإسرائيلي – الإيراني، وكانوا واضحين في حيادهم، وكان السوريون قد استاؤوا من التدخل الإيراني لدعم النظام المخلوع خلال الحرب في البلاد، لكنّهم غاضبون أيضاً من توغلات إسرائيل وضرباتها الجوية في سوريا منذ سقوط النظام، كما يتعاطف السكان السوريون على نطاق واسع مع الفلسطينيين، خاصة مع المدنيين الذين قُتلوا ونزحوا بسبب الحرب المستمرة في غزة”.
وأكدت الوكالة الأميركية أنه على الرغم من مشاهد الدمار للمباني التي تحولت أنقاضاً في إسرائيل، فقد تعرضت طهران ومدن إيرانية أخرى لقصف أشدّ، ولا يزال من الممكن جر دول إقليمية أخرى، بما في ذلك لبنان، إلى الصراع.
وفي لبنان، حيث أسفرت حرب إسرائيل وحزب الله العام الماضي عن مقتل أكثر من 4000 شخص، بينهم مئات المدنيين، وخلفت دماراً في مساحات واسعة من جنوب وشرق البلاد وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، يراقب اللبنانيون لقطات المباني المدمرة في “تل أبيب” ويلتزمون الحياد.
وقالت الوكالة :”حزب الله لا يزال هادئاً إلى حدّ كبير، أنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة آخر حرب بين إسرائيل والحزب في نوفمبر (تشرين الثاني)، وظلت الجماعة المسلحة اللبنانية – التي فقدت الكثيرمن قياداتها العليا وترسانتها في الصراع – هادئة إلى حد كبير منذ ذلك الحين، ولم تبد أي إشارة إلى نيتها الانضمام إلى المعركة بين إسرائيل وإيران. وقالت كارولين روز، مديرة معهد “نيو لاينز” للأبحاث ومقره واشنطن، إنه بينما يبدو واضحاً أن حلفاء إيران في جميع أنحاء المنطقة – وخاصة حزب الله – لا يملكون القدرة على دخول المعركة، فإن إسرائيل قد تقررتوسيع نطاق هجومها إلى ما هو أبعد من إيران.