الترجمة.. هل تمتلك مفاتيح الحيوية نحو الانفتاح الفكري؟  

الثورة – همسة زغيب:  

الترجمة لغة البيان والإيضاح والنقل من لغة إلى أخرى، واصطلاحاً.. عملية نقل معنى النص من لغة إلى أخرى مع الحفاظ على المعنى الأصلي وروح النص، ومراعاة القواعد اللغوية والثقافية لكلتا اللغتين.

إنَّها عملٌ ثقافيٌّ متعدِّدُ الحقول والمجالات الفكرية والأدبية والعلمية، وعملٌ إبداعيٌّ وثقافيٌّ يتيح تبادل الأفكار والمعارف، ويُعزِّز التواصل بين الثقافات والشعوب على صعيد الأفراد والجماعات كونه قابلاً للانتشار من خلال تبادل الثقافات، وتتمثل بمهارة عالية في نقل وتحويل ما كُتب أو قيل من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف، لكن ضمن أبعاد واسعة لا يُمكن حصرها في جمل بسيطة.

مرتبة رفيعة

يرى المدير العام للهيئة العامة للكتاب الدكتور نايف الياسين في حديثه لـ”الثورة”، أنَّ الترجمة تحتلُّ دائماً مرتبة رفيعة على سلَّم أولويات الهيئة العامة السورية للكتاب، بالنظر إلى إدراك القائمين على الهيئة للأهمية الكبرى للترجمة بصفتها نشاطاً ثقافياً وفكرياً وحضارياً أساسياً، إذ تعتبر مهارة تتمثل في محاولة صياغة رسالةٍ أو ربما بيانٍ مكتوب بإحدى اللغات، إضافة إلى تحويل المعنى نفسه للنص المقصود من قبل المؤلف إلى لغة أخرى، أي اقتصاره على النقل اللغوي، ولا بدَّ للإدارة الجديدة في سوريا أن تنتهج وتولِّد سياسة الانفتاح، ما يعطيها زخماً كبيراً في مجال الترجمة، وأن تستند إلى خطة تنفيذية شاملة ترتبط بالنهوض في تاريخنا القومي، وتكون أحد المفاتيح الحيوية نحو الانفتاح الفكري والأدبي في أيامنا الراهنة كما في الماضي البعيد القريب.

ومع توفُّر مناخ الحرية يجب العمل على تطوير الترجمة، فلا إبداع ولا ثقافة حقيقية من دون حرية، والسعي لحلِّ المشكلات المهنية والقانونية والمالية لتوفير الظرف الأفضل لعمل المترجمين في مجالات عملهم كافةً، إذ تُشكِّل الترجمة خطوة للانفتاح على الحضارات والثقافات والمجتمعات الأخرى من أجل الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في الماضي.

عوائق الترجمة

ولفت الدكتور الياسين إلى جملة عوائق كثيرة تحول دون تحقيق الإمكانات الكبيرة الكامنة لنشاط الترجمة في سوريا، أهمّها: أنَّ النظام المخلوع أغرق البلاد بالعزلة، فلم يتمكَّن المترجمون من الحصول على حقوق الترجمة من دور النشر العالمية، وتحقيق الالتزام الكامل بحقوق الملكية الفكرية العالمية، كما واجهت تحديات جمَّة تتركَّز في نقاط عدَّة كالتحدِّي القانوني والفني والمادي المتمثِّل بصعوبة توفير الاستحقاقات المالية، والتحدي الثقافي في عملية إقناع القارئ بأهمية الإنتاج المعرفي المترجم.

ولا بدَّ أن تؤدي حالة التعافي الاقتصادي إلى زيادة الاعتمادات المالية المُخصَّصة للهيئة، بحيث تتمكَّن من أداء دورها على النحو الأمثل، وتحسين وضع مطبعة الهيئة التي تقادمت آلاتها وتهالكت على مدى السنوات الماضية، كذلك لا بدَّ من العمل على رفع الأجور، ما يُمكِّننا من اجتذاب أفضل المترجمين وزيادة أعداد الكتب المترجمة.

كما أبدى رغبته أن تنقلنا حالة التعافي إلى جعل الهيئة العامة السورية للكتاب موئلاً وحاضنة لجميع المترجمين السوريين الأكفاء، وتمكينها من شغل المكانة المرموقة اللائقة بها وبالثقافة السورية في مجال صناعة النشر والمشهد الثقافي العربي، وفتح المجال أمام انخراط مختلف الثقافات في مشروع معرفي ثقافي.

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة