ثورة اون لاين- أحمد عرابي بعاج:
يدرك رعاة الإرهاب ووكلاؤهم في المنطقة أن الانتصارات المتتالية على الأرض وقطع خطوط تواصل المجموعات الإرهابية وقرب إحكام الطوق على مثلث الإرهاب في الجنوب سيكون كارثياً عليهم ولهذا تنادوا للوصول إلى غرفة عمليات عمان التي تعمل منذ بداية الحرب على سورية وتجمع في سراديبها الكيان الصهيوني مع تركيا وقطر والسعودية برعاية أمريكية طبعاً، حيث تتلاشى خلافاتهم على زعامة الجماعات الإرهابية.
والعمل في غرفة الشر يتم على أعلى مستوى ممكن من التنسيق في محاولة لوقف تقدم الجيش العربي السوري في الجنوب الذي أذهلهم وأربكهم وكشف عوراتهم، ما جعلهم يعيدون النظر في مجمل حساباتهم التي تتبعثر تحت وطأة وشدة بأس القوات المسلحة السورية التي صممت على الاستمرار في محاربة الإرهاب ودحره وإعادته إلى أصحابه وصانعيه خارج حدود الجنوب السوري.
وتزيد الانتصارات المتتالية على الجبهة الشمالية وفي ريف حلب والمدينة من إرباك المشهد أمام داعمي الإرهاب حيث تتحول أحلام إمبراطورية أردوغان لتصبح سراباً وأثراً بعد عين مع الاستمرار في قطع خطوط إمداد المجموعات الإرهابية المرتبطة بتركيا والتي جعلت مرتزقتها تعود إليها هرباً بما يثبت وبكل الأدلة أن تركيا هي الحاضنة الرئيسية للإرهاب في تلك المنطقة وتتحكم بمفاصل إدارة تلك المجموعات الإرهابية حتى ولو اختلفوا مع بعضهم البعض، فهي الملجأ بالنسبة لهم وهم العبء الثقيل الذي سيرتد عليها عاجلاً مع استمرار انهيار خطوط تجمعاتهم.
ويأتي رفض المجموعات الإرهابية التفاوض مع المبعوث الأممي حول خطته لتجميد القتال في حلب ليضع الأمم المتحدة ومبعوثها في مواجهة المشروع التركي التدميري الذي طالما حلم به أردوغان وجماعته الإخوانية وبدأ بالتلاشي مع استمرار معركة حلب المفتوحة على احتمالات إنهيار المجموعات الإرهابية بشكل دراماتيكي والسيطرة الميدانية للجيش العربي السوري لتشكل ضربة قاصمة لتركيا ومن معها من الشمال إلى الجنوب.
وتترنح المغامرة التركية في الشمال وتفتضح المؤامرة الأردنية في الجنوب مع لقاء البؤساء لتدارك أو استدراك تداعيات الانتصارات السورية الممسكة بالأرض والتي تفرض إيقاعها على مجريات المعارك والتي جعلت من حلقات الوهم المحبطة والراعية للإرهاب تحتاج إلى غرف إنعاش أكثر من حاجتها إلى غرف عمليات قذرة كانت وما زالت موجودة في الشمال والجنوب.
وما حرب واشنطن المزعومة على داعش سوى خديعة كبرى لم تنطل حتى على منتسبي تحالف واشنطن الذين يتعاملون بازدواجية مع دعم الإرهاب وذلك نظراً لمعرفتهم المسبقة بعدم رغبة سيدهم في القضاء على داعش ولا حتى احتوائه، مما يجعل مبادرة المبعوث الأممي في مواجهة داعمي الإرهاب وعلى رأسهم الولايات المتحدة وتركيا رأس حربتها في المنطقة حالياً.