في الوقت الذي أعلنت فيه أكثر من شخصية نيتها الترشح لخوض السباق الانتخابي على رئاسة وعضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في دورته الانتخابية المقبلة، وفي الوقت الذي يعطي فيه تعدد المرشحين طابعاً إيجابياً عن حدة المنافسة ونزاهتها، فإن الأمر الذي يخشاه كثيرون هو أن يكون المرشحون قد أعلنوا عن نواياهم من دون أن يكون لكل منهم برنامج انتخابي، يتم فيه الترويج للأهداف التي سيسعى كل مرشح لتحقيقها حال فوزه برئاسة أو عضوية اتحاد اللعبة.
في الحقيقة، إن ما يعزز المخاوف من عدم وجود خطة عمل وبرنامج انتخابي لدى معظم المرشحين هو أن أحداً لا يستطيع الجزم حتى اللحظة بالآلية التي سيتم من خلالها خوض الانتخابات وسط تساؤلات عن إمكانية اعتماد نظام القوائم الانتخابية من عدمه، عدا عن وجود غموض كبير بما يتعلق بالشروط الانتخابية وسط إشاعات متداولة عن مساعٍٍ قام بها البعض لإلغاء شرط الشهادة العلمية للأشخاص الراغبين بالترشح إلى رئاسة وعضوية الاتحاد، وهو ما يعني حكماً أن الأمور لا تسير في نصابها القانوني إن صحت تلك الإشاعات!.
على ذلك ووفقاً لما سبق، فإن إيجابية الشكل التي نتحدث عنها نتيجة وجود عدة متنافسين تأتي على حساب المضمون في ظل عدم وجود مشاريع انتخابية خلّاقة، بدليل أن الغالبية ممن يعلنون ترشحهم لخوض السباق الانتخابي ترشحوا دون إعلان النظام الانتخابي والشروط والتعليمات الانتخابية، وبالتالي فإن معظم هؤلاء يتعاملون مع مسألة الترشح للانتخابات على أنها تجربة ومغامرة لا أكثر.