الثورة – لقاء جهاد الزعبي:
لم يكن الطفل الحبيب إياد عرسان، من بلدة صيدا في درعا، طفلاً عادياً منذ صغره، بل كان نابغة متميزاً في عالم النبوغ والإبداع، وتقديم ما عجز عنه المخترعين الكبار في مختلف المجالات العلمية والثقافية والتكنولوجية.. نعم بمثل هذا الطفل المبدع يفتخر الوطن وبالعلم نسمو ونرتقي.
“الثورة” استطلعت مسيرة هذا الطفل المبدع الذي أبهر العالم بما أنجزه خلال سنوات عمره القليلة، والذي أكد في حديثه أنه سيتابع مسيرته في العلم والاختراع والتفوق وتقديم ما يفيد الوطن وتقدمه، وسيكون خير من يمثل سوريا في المحافل العربية والدولية، وسيعمل على تعميق وتوسيع أبحاثه واختراعاته لتساهم في نهضة سوريا التي هي اليوم بحاجة ماسة لخدمات وإبداعات أولادها كي تنهض من حديد وتحقق التنمية والتطور في جميع المجالات.
والد الطفل المبدع إياد عرسان، حدثنا عن بدايات النبوغ والتفوق عن “الحبيب”، وقال: البداية عند الطفل الحبيب، كانت بالتركيز على الأشياء المحيطة بالتفاصيل مثل الأماكن والأحاديث والأشخاص وبعدها بعمر 4 سنوات بدأت تظهر القدرات العلمية بالرياضيات، مثل عمليات جمع وطرح لأرقام كبيرة، وبعدها جدول الضرب حتى أنهى جدول الضرب بعمر ٥ سنوات، إذ تميز بسرعة تعلم القراءة بطلاقة قبل الدخول إلى المدرسة، وعند الدخول للمدرسة تفاجأنا بإتمام منهاج الصف الأول حفظاً وفهماً خلال ساعات معدودة.
قدرات علمية عالية
كان ملفتاً جداً لمدرسته تميزه وتفوقه، وقامت المدرسة برفع كتاب للتربية حول قدراته العلمية، وراجعنا الوزارة والتقينا مع معاون الوزير، ومن أول الجلسة سأله عن أرقام كبيرة بالضرب فأجابه بسرعة وبشكل صحيح، ثم كان على طاولته كتاب هندسة يقرأ به المعاون، فطلب منه قراءة النص في الكتاب بالصفحة الحالية، فقرأ النص بوضوح تام، فقال لي المعاون: ما شاء الله العبقرية واضحة، وهنا حوله فوراً إلى لجنة التميز والإبداع في الوزارة، وقامت اللجنة بإجراء فحوص واختبارات بكل مجالات العلوم واللغات وغيرها على عدة أيام، ورفعت مقترحاً أن يتم ترفيعه إلى صفوف أعلى بما يتناسب مع قدراته العقلية، وبعدها تم ترفيعه إلى الصف الثالث مباشرة.
أصغر قائد حاسوب
وأضاف والد الطفل: بعمر الخامسة بدأ بتعلم مهارات الكمبيوتر حتى أتقنها، وفي السابعة حصل على الرخصة الدولية لقيادة الحاسب ICDL بزمن قياسي، ليكون أصغر من يحصل عليها في سوريا والوطن العربي، وبعدها فوراً صمم منظومة لأتمتة المدارس في وزارة التربية وبدأت رحلته في عالم البرمجة.
علوم الطاقة
وذكر أنه وبعمر الرابعة والخامسة كان الحبيب يطرح أفكاراً وتساؤلات في مجالات الطاقة، وعندما تمكن من القراءة بطلاقة مع الفهم أصبح يبحث على الانترنت عن تساؤلاته في مجالات الطاقة ومعرفة قوانين الكهرباء وكيفية عمل المحركات وغيرها من المعلومات، وفي عمر السابعة وبعد جمع معلومات كبيرة طرح أفكاراً جديدة لتوليد الطاقة ومن مصادر متعددة، فأنا لا أستطيع مناقشته بذلك لأنني لا أعرف بالطاقة، فأخذته إلى وزارة الكهرباء، والتقينا بالوزير وبعد نقاش مستفيض بين الحبيب والوزير، قال لي الوزير بالحرف: “سمعت عن عباقرة والتقيت بعباقرة، ولكن ما سمعته وناقشته مع الحبيب فاق كل ما سمعت عنه أو التقيته حفظه الله”، واتصل فوراً بمدير المركز الوطني لبحوث الطاقة لدراسة أفكار الحبيب الجديدة، بعدها توجهنا للمركز الوطني لبحوث الطاقة واجتمع الحبيب مع الدكاترة في المركز، وبعد ساعات من الجلسات، قالوا جميع الأفكار صحيحة، وكان النقاش مع الحبيب يرتقي لنقاش مع مهندس معلوماتية وهو بعمر السابعة، وتم تسجيل اختراعاته، إذ صمم منظومة خاصة للمركز الوطني لبحوث الطاقة تتضمن الأرشفة الإلكترونية للبحوث العلمية وأيضاً منظومة خاصة للنافذة الواحدة في المركز.
المجال الطبي
وأردف والد الحبيب: بعدها بدأ اهتمامه بالمجال الطبي بالاطلاع والمعرفة ليتوصل إلى اختراع البطاقة الصحية الذكية مع برنامج طبي لكل الاختصاصات الطبية، تم تصميمه مع أطباء كل حسب اختصاصه، وتم تسجيله في وزارة الاتصالات والتقانة ووزارة الثقافة، وحصل على اعتماد نقابة أطباء سوريا واعتماد من المستشفيات والأطباء، وشارك به في معرض الإبداع والاختراع الذي تنظمه وزارة التجارة الداخلية، وحصل على المركز الأول عن كل الفئات المشاركة وعلى درع المعرض من الوزير، والتقت به الهيئة العليا للبحث العلمي بحضور رئيسها وكامل أعضائها، ومناقشتها بكل اختراعاته وأبحاثه ومنظوماته وتم تكريمه من الهيئة العليا للبحث العلمي.
تحدي القراءة
وأضاف: شارك الحبيب في تحدي القراءة العربي، وقرأ في الموسم السابع لمشاركته 200 كتاب، مع تصميم منظومة خاصة للتحدي للمكتبة الالكترونية، مع ملخصات الكتب والجوازات القرائية، ومعلومات المشاركين، واستفاض بالقراءة إلى أن وصلت إلى ٦٢٠ كتاباً بمختلف المجالات.
إمارات الكون وعلوم الفضاء
اخترع الحبيب مشروع “إمارات الكون” وهو مشروع علمي حضاري ثقافي هندسي تكنولوجي طبي فلكي مقدم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعدها انضم للفريق الوطني لعلوم الفضاء وفيزياء الفلك ليكون أصغر عضو في الفريق، والتقى الفريق بالعالم الدكتور فاروق الباز، كما درس مع الفريق مناهج متقدمة في الفيزياء وقدم أبحاثاً بالطاقة، وبحث عن المفاعل النووي مع المشاركة مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية، وطلبت منه وزارة التنمية الإدارية إعداد منظومة خاصة لتطوير الموارد البشرية والديوان والتنظيم المؤسساتي، وفتحت له أبواب الوزارة لدراسة العمل في مكاتب الوزارة، وبعد الزيارات والمعرفة وفهم طبيعة العمل وسؤال المختصين، تمكن من تقديم منظومة رائعة للموارد البشرية والديوان والتنظيم المؤسساتي.
المال والفضاء
وأوضح عرسان: لقد قدم الحبيب بحثاً عن المال السوري الذهبي الذي يهدف إلى الانتقال التدريجي لعملة رقمية وتحسين سعر صرف الليرة السورية، وشارك به في المؤتمر العلمي الدولي للتحول الرقمي وانعكاساته على التنمية المستدامة المنعقد بجامعة دمشق وبمشاركة كبار الباحثين العرب، وحصل على المركز الأول ببحثه، وعلى تكريم جامعة دمشق ووزير التعليم العالي، كما قدم أبحاثاً في الذكاء الاصطناعي وأبحاث في علوم الفيزياء والفلك، وأبحاثاً عن الأرض وعلوم الفضاء وغيرها من المجالات، وشارك في مسابقة الإبداع والاختراع للمخترعين السوريين وحصل على المركز الأول في المسابقة، كما شارك في المهرجان الدولي “ملوك التميز والإبداع ” بالتعاون مع جامعة الدول العربية وحصل على المركز الأول في المؤتمر وتم تعيينه نائباً لرئيس المهرجان حالياً.
أصغر مخترع بالعالم
وأردف: حصل الحبيب على لقب أصغر مخترع ومبرمج وباحث علمي في العالم، وعضو شرف وعضو هيئة استشارية في مؤسسة “مبدعون من أجل وطن”، وأصغر استشاري في مؤسسة صناع الريادة، وأصغر عضو في الفريق الوطني السوري لعلوم الفضاء وفيزياء الفلك، وتم تكريمه من الهيئة العليا للبحث العلمي، والمركز الوطني لبحوث الطاقة، والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وجامعة دمشق، ووزارة التعليم العالي، وأغلب وزارات الدولة والعديد من الجهات الخاصة، وحاصل على شهادات في لغات البرمجة Python _ flutter _ front-end.