مها دياب:
في زمن كثرت فيه الرسائل وتعددت المنصات، أصبح الإنسان محاطاً بالكثير من الصور والكلمات، ومع ذلك يشعر بالوحدة، فالتواصل بات سريعاً، وخالٍ من حرارة اللقاء، ومن تعابير الوجه ونبرة الصوت.. وحتى من ذلك الصمت الذي كان يقول الكثير من دون أن ينطق بشيء.
قد تمتلك مئات الأصدقاء على التطبيقات، ولكن في لحظة تحتاج فيها إلى من يسمعك بصدق، قد لا تجد أحداً، لأن ما يسمى “صداقة رقمية” لا يملك القدرة على احتواء المشاعر، كما كانت تفعل الجلسة البسيطة في أحد مقاهي الحارة، أو المشوار الطويل بصمت مريح مع صديق حقيقي.
فما نحتاجه ليس المزيد من الإشعارات، بل حضن من كلمات نابعة من قلب حي، علاقة تشبه الواقع ولا تختصر في صورة بروفايل، لأننا خلقنا لنحب ونشعر وننصت.
علينا أن نعيد التواصل الحقيقي إلى حياتنا، فنحن بحاجة إلى نظرة تشعرنا أننا مرئيون، وإلى جلسة قصيرة نشارك فيها حكاياتنا بصمت وبكلام.
فاللقاءات البسيطة فيها تنمو مشاعر حقيقية، لا تنتهي بانطفاء الشاشة.. بل تصنع جسوراً حقيقية بين البشر، يصعب على أي تطور تقني أن يهدمها أو يضعفها.