في وقت بات فيه العالم الرقمي يستحوذ على الجزء الأكبر من وقتنا واهتمامنا، ولاسيما عبر منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية، برزت مؤخراً مبادرة محلية جديدة تحمل طابعاً ثقافياً أدبياً أُطلقت تحت عنوان: “خدمة أدب”.
وقد بدأت شركات الاتصالات بإرسال رسائل نصية إلى مشتركيها للتعريف بالخدمة، مع دعوة مباشرة للاشتراك في هذه الخدمة التي تُقدَّم عبر الهاتف المحمول.
ورغم أن الفكرة تُعد جديدة في منطقتنا، فإنها ليست وليدة اللحظة على مستوى العالم، إذ انطلقت أولى التجارب المشابهة في اليابان منذ سنوات، مع ظهور ما يُعرف بـ”رواية المحمول” (Mobile Novel)، وهي نصوص أدبية تُكتب وتُنشر وتُقرأ عبر الهواتف، وحققت حينها انتشاراً لافتاً بين فئة الشباب.
تهدف “خدمة أدب” إلى تقديم محتوى ثقافي بأسلوب مبسّط وسهل الوصول، في محاولة لردم الهوة بين القارئ والكتاب، وإعادة الأدب إلى حياة الناس اليومية، لاسيما فئة الشباب، التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على الهاتف كمصدر أساسي للمعرفة والترفيه.
لاشك أن نجاح هذه الخدمة يتوقف على جودة المحتوى المطروح ومدى تنوعه، فضلاً عن الالتزام بالمعايير الأدبية والمهنية التي تضمن استمرارية التجربة وتطورها.
ومع ذلك ففي ظل كل التحديات التي تواجه الثقافة تبدو مثل هذه المبادرات جيدة، فهي بارقة أمل لإعادة الاعتبار للكلمة، ولخلق جيل جديد يقرأ ويتفاعل مع الأدب من بوابة التكنولوجيا.