الثورة – ميساء سليمان:
في المشهد الأدبي السوري، تبرز أصوات تحمل الهمّ الإنساني وتحاول صياغة المعنى وسط الضجيج والخراب.
من بين هذه الأصوات يبرز اسم خليل أحمد العجيل، الكاتب والشاعر القادم من أقصى الشمال الشرقي، تتعانق الذاكرة مع الجغرافيا، وينبع النصّ من جذورالمعاناة اليومية، استطاع العجيل أن يبني تجربته بهدوء وثبات، راسماً بأسلوبه الخاص عالماً سردياً يتجاوز المحلي إلى الإنساني، وممسكاً بخيط من اللغة يعيد فيه للقصّة وهجها، وللكلمة معناها.
وفي حديثه لـ”الثورة”: لفت إلى أنه ينتمي إلى جيل الكتّاب السوريين الشباب الذين ينظرون إلى الأدب بوصفه ضرورةً وجودية لا ترفاً جمالياً..
إذ يرى أن الكتابة ليست وسيلة للهروب، بل فعل نجاة من التشظي، ووسيلة لفهم الواقع ومواجهته.
يقول في إحدى مقابلاته: “أكتب كي أضيء الغرف التي تركها الغياب مغلقةً.
” تفتّحت موهبته الأدبية على وقع الذاكرة الشعبية والحكايات المتوارثة، ليبدأ رحلته الإبداعية بكتابة الشعر، ثم تنقّل بين القصة والرواية، فتميّزت أعماله بالتنوّع الأسلوبي، من النصوص العمودية إلى النصوص التجريبية، ومن الرمزإلى البوح، جامعاً في نصوصه بين اللغة المشحونة والإنسان المتألم.
شارك في العديد من الملتقيات الثقافية والأدبية على المستوى العربي، منها: منتدى ظلال الحرف، صالون القصيدة الآن، وملتقى أدب الأفق، وقد أسهمت هذه المشاركات في تطويرأدواته الفنية وتعميق رؤيته النقدية والجمالية.
أصدرعدداً من الأعمال الروائية التي لاقت صدى طيباً بين القرّاء والنقّاد، من أبرزها: عارية تحت المطر، جدران العزلة، كوابيس الندم. وقد حصد جوائز أدبية مرموقة، منها:
جائزة اتحاد الكتّاب العرب – المركز الأول.
جائزة محمد الماغوط للإبداع الروائي.
جائزة المتنبي الأدبية، التي نالها في القاهرة عن قصته “ظلّ على نهر الخابور”، لتميزها ببنية سردية متماسكة وحسّ إنساني عميق، يتماهى مع جغرافيا الذاكرة والرمز.
يعمل العجيل حالياً على رواية جديدة وسيناريو فيلم سينمائي يتناول فيه قضايا الغربة والهوية والانتماء، ويواصل الكتابة بإيمان عميق بأن الأدب ليس مجرد نصوص تُقرأ، بل رسائل تقرع أبواب الوعي والروح.
الروائي العجيل ليس مجرد اسم أدبي صاعد، بل تجربة متراكمة تُثبت أن الصوت القادم من الهامش قادرعلى أن يترك أثراً مركزياً في الوعي الثقافي بكلماته التي تمزج الشعر بالحياة، والحكاية بالرمز، يشقّ لنفسه مساراً خاصاً في المشهد الأدبي السوري والعربي، ويكتب لا ليملأ الفراغ، بل ليحاورالقارئ ويجاوره في القلق والبحث والمعنى.