الثورة – رانيا حكمت صقر:
تطورت لديها الكتابة كوسيلة للهروب إلى أن أصبحت مسيرتها الإبداعية معلماً بارزاً في الأدب السوري، شغفها العميق هرباً من واقعها إلى عالم الورق، لتجد فيه مساحة تعبر من خلالها عن ذاتها وأفكارها.
تنوعت أعمالها بين الروايات التي تجمع بين الرومانسية، أدب الحرب، النفسية، الاجتماعية، والرعب، يُظهر بساطتها وقدرتها على الاتصال بمختلف جوانب الإنسان والمجتمع.. الكاتبة مؤمنة محمود تسرد لـ”الثورة” عن بداية دخولها بعالم الكتابة، قائلة: شغفي في الكتابة بدأ في عمر الخامسة عشر، كنت أهرب من الواقع إلى الورق، فكانت الكتابة خياري الوحيد، ولم أكن أتخيّل حينها أن أصل إلى ما وصلتُ إليه، لأنني كنتُ أكتب لأعيش فقط وليس لأصبح على ما أنا عليه الآن.
أفضل الأنواع الأدبية المفضلة لي: هي الرواية، لأنني أجد فيها فسحة واسعة للسرد وللتعمق أكثر في عين الواقع والخيال والاستفاضة في المشاعر.
كتبتُ اثنتا عشرة رواية، تنوّعت ما بين أدب الرسائل، مثل “من حواء إلى آدم- من آدم إلى حواء”، “الرومانسية” مثل: “حلم عابر- حب مع وقف التنفيذ”، أدب الحرب “لأنني لاجئة- وطن- وكان الشيطان ملاكاً، “اجتماعية”: اعترافات فات أوانها “نفسية”، لا تعبث بذاكرتي- نرجس- إني خائفة، “رعب”: الوجه الآخر للمرآة، ورواية “قيد الكتابة في عالم الخيال، “ما وراء الحبر”، وهذا النوع أول مرة أكتبه لأن رواياتي تتسم بالواقعية دوماً.
كل عمل يحمل جزءاً مني، لكن و”كان الشيطان ملاكاً” أخذت حبي كله لأنها وجع وطني، تحكي كيف يُنفى الإنسان من وطنه، فالطفل الذي لا تحتضنه القبيلة يعود يوماً ويحرقها ليشعر بدفئها، وهذا ما يحوّل الملاك إلى شيطان.
في مدينة انتزعت الرحمة من قلوب أهلها ليعيش أهلها صراع الحرب الأهلية.. ما بين أنت معي أم معهم خسر الناس وطنهم، وظل هو يطلّ من برجه العاجي ليحرق من تسبب في ألمه، هذا الألم الذي عاشه تحت الأرض اثنا عشر عاماً ليخرج من سجنه، فيجد نفسه داخل حرب لم تقصده، ولكنها أهلكته واستمرّت ثلاثة عشر عاماً لينتصر بعدها على الجميع، فلا هم تعاطفوا مع ألمه ولا هم باركوا نجاحه، وظل وحيداً يجاهد نفسه أن يعود إنساناً بعد أن ترك انتقامه الذي حوّله أعواماً إلى شيطان بهيئة ملاك.
ورواية ما” وراء الحبر” تعلّقتُ بها كثيراً لأنها تتحدث عن خلاف الكاتب مع شخصياته، أشعر وأنا أكتبها بأنني أنا البطلة وهم شخصياتي.
كما شاركتُ في عدة فعاليات وملتقيات أدبية، في المراكز الثقافية، في مؤسسة قناديل في مدينة داريا أشرفتُ على مسابقة للقصة القصيرة، وشاركتُ في فعاليات كثيرة في رابطة أدباء سوريا.
حصلت على بعض الشهادات والجوائز.. فقد فازت قصة” نرجس” على مستوى الوطن العربي في موقع أسرد، وقد فازت رواية “وكان الشيطان ملاكاً” أيضاً، قائلة:عندي العديد من الشهادات لفوزي في قصص متنوعة، وأنا أيضاً مسؤول العلاقات العامة في رابطة أدباء سوريا، عضو في رابطة الكتاب السوريين، عضو في مجلة نور الثقافية.
ختاماً.. وجهت مؤمنة محمود رسالتها الأدبية لكل كاتب ناشئ، “اكتب كما لو أنك تتنفس، وانقد نفسك قبل أن ينقدك غيرك”، والنجاح ليس مرتبط بعمر معيّن أو مرحلة معينة، طالما أنت تعيش فلا يزال عليك السعي، وإن الإنسان مهما فشل سيظل عليه أن ينهض ويواصل، حتى لو وصلتَ لمرحلة التصفيق، فهناك طريق طويل لتكمل سعيك، وأقول لكل قارئ لي: شكراً لأنك تمنحني سبباً لأستمر.