من مزق خرائط سايكس بيكو حتى بات المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك يبحث عن خرائط جديدة بدلا من الوقوف السياسي والجغرافي عند رؤية اسلافه في السياسة الغربية البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرانسوا جورج بيكو. ..
ثمة رؤية مختلفة للشرق الأوسط من زاوية مختلفة ومن رجل مختلف هو دونالد ترامب الرئيس الأميركي الأقوى والذي استطاع حتى اللحظة تغيير الملامح السياسية للشرق الأوسط وهو يصعد إلى سدة الحكم في أميركا عبر مفاجئات رماها على جانبي صعوده للعالم ولكنها وصلت للمنطقة هنا قبل غيرها
ثمة من قال إن ترامب يقف على الخيط الرفيع الفاصل مابين التأر السياسي والحكمة ولكن من الواضح أن ترامب يبدو بشخصيته المثيرة للجدل هو الخيط السياسي نفسه بين التهور والحكمة وهو رجل المفاجئات الذي من الصعب توقع ما يدور في ذهنه
مافعله ترامب كما ساحر السرك الذي أخرج التهدئة من أكمام التصعيد وصنع حمامة سلام من منديله وأخرج ومن جيوبه أرانب سياسية من كل العالم فمن كان يتوقع ان يتغير الشرق الأوسط في لحظات وانقلابات تاريخية وإن تخلع اضراس إيران دون حتى مخدر سياسي أو تردد عسكري..حتى الحرب التي كان يخشاها العالم بين إسرائيل وإيران خوفا من ارتداداتها النووية فعلها ترامب لكن لمتكن تلك الحرب بل محاكاة لها!!
فمن يسمي المناوشات بين تل ابيب وطهران حربا لم يضع في الحسبان أن تلك الضربات الترجيحية هي شوط إضافي من الحكم ترامب لتنفيس الطرفين وليس لحسم المعركة التي حسمت بتغيير خرائط المنطقة وضمنت أمن حلفاء اميركا قبل وبعد صواريخ إيران
فما عادت سوريا العمق لأي مواجهة في الجنوب اللبناني و ما عادت جنرالات طهران قادرة على رسم محور تحالفاتها من سوريا إلى العراق إلى لبنان وحتى استخدام الورقة الفلسطينية ..خلعت أنياب إيران وباتت عاجزة عن الصيد والافتراس العسكري والسياسي
حتى في فلسطين ورغم ما قدم أميركياً لنتنياهو فإن رجل مثل ترامب لن يسمح لنظيره الإسرائيلي حتى لو كان نتنياهو أو كما يسميه (بيبي)أن يضع على جبينه وصمة عار الإبادة في غزة كما وضعها على جبين جو بايدن لذلك وأكثر بغطي ترامب جبينه السياسي بسلام ابراهام ..