الثورة- منذر عيد:
توصلت الأطراف المعنية بالأزمة السورية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوبي البلاد، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية، وسط تبني عربي وإقليمي لهذه التهدئة.
وجاء في بيان مشترك نشره وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن “الولايات المتحدة رعت اتفاقاً بين الأطراف السورية والإسرائيلية لوضع حدٍّ فوري للتصعيد في السويداء”، مؤكداً أن “إنهاء الوضع المقلق في سوريا يتطلب من جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتها، وهذا ما نتوقّعه تماماً”.
وأكد روبيو أن بلاده قادت مشاورات مكثفة خلال الأسابيع الماضية، بالتنسيق مع شركائها الإقليميين، للتوصّل إلى “خطوات عملية من شأنها أن تؤسس لحالة استقرار دائمة في الجنوب السوري”.
من جهته وفي منشور على منصة “إكس”، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا وسفير واشنطن في تركيا، توماس باراك: “إن الطرفين السوري والإسرائيلي، بدعم من واشنطن، توصّلا إلى وقف إطلاق نار تبنّته تركيا والأردن وجيرانهما”، مضيفاً: “ندعو الدروز والبدو السنة إلى إلقاء أسلحتهم، والعمل مع الأقليات الأخرى على بناء هوية سورية جديدة وموحدة، في سلام وازدهار مع جيرانها”.
الاتفاق الجديد يتضمن ثلاث مراحل أساسية:
المرحلة الأولى، والتي بدأت اليوم السبت، تشمل وقفاً فورياً للاشتباكات وبدء خطوات لفضّ النزاع الميداني في السويداء.
المرحلة الثانية، المقرّر تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة، تركز على إخلاء المحتجزين من جميع الأطراف، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية عاجلة تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان وتدعم أجواء التهدئة.
أما المرحلة الثالثة، والتي ستبدأ بعد 48 ساعة من تثبيت الهدنة، فتتضمن إعادة مؤسسات الدولة إلى المحافظة بشكل تدريجي ومنظم، لضمان عودة الحياة الطبيعية وترسيخ سيادة القانون تحت مظلة الدولة السورية.
ويرى مراقبون أن رعاية الولايات المتحدة لهذا الاتفاق تعكس تحوّلاً في سياستها إزاء الملف السوري، إذ تسعى واشنطن، بالتعاون مع قوى إقليمية، إلى صياغة ترتيبات أمنية وسياسية جديدة تنهي حالة الانفلات في الجنوب السوري، وتفتح الباب أمام مصالحة داخلية واسعة النطاق يتم تعميمها على كافة أنحاء البلاد.

السابق