الثورة:
ولد عالم الآثار السوري محمد بشير زهدي في دمشق، عام 1927، وتوفي فيها عام 2021.. نال إجازة في الحقوق، من جامعة دمشق، عام 1951.
ولكنه، منذ صغره كان شغوفاً بالآثار التاريخية والجماليات المرتبطة بالتراث، لذلك سافر إلى باريس وحصل على إجازة في الآداب من جامعة السوربون 1954، وشهادة في “تاريخ الفن في العصور الوسطى”، وشهادة في “تاريخ الفن الحديث علم الجمال وعلم الفن”، ودبلوم من معهد اللوفر في باريس “تاريخ الشرق القديم- علم المتاحف- تاريخ الفن”.
منحته فرنسا وساماً برتبة ضابط، فيما منحته إيطاليا وساماً برتبة فارس، لقاء إسهاماته البحثية في الكشف عن جماليات تاريخ الشرق القديم، خاصة أنه على دراية واسعة باللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية.
درّس بجامعة دمشق في كليات الفنون الجميلة، والآداب، والهندسة المعمارية.
ألّف قرابة عشرين كتاباً، وله أكثر من 150 بحثاً في تاريخ الفن وعلم الجمال.
ومن أهم كتبه: “الإمبراطور فيليب العربي” الذي أصبح إمبراطوراً على روما، ما بين عامي 242 و249 للميلاد، وكتاب: “حوران موطن الفعاليات الحضارية وأضخم المباني التاريخية”، وفيه يبيّن أن منطقة حوران هي المكان الأكثر تمازجاً بين الحضارة العربية والرومانية في سوريا.
ويعتبر زهدي من أهم الباحثين الذين وثّقوا لتأثير الحضارة العربية بالحضارات الأخرى، وكان شديد الاهتمام بالبادية السورية التي تعرف ببادية الشام، وهي إحدى مواطن الانتشار العربي قديماً في سوريا، وقدم بحثاً في هذا الخصوص، بالتعاون مع المركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا، والصندوق الوطني البلجيكي.
ومن كتبه: “الفن السوري في العصر الهلنستي والروماني” و “علم الجمال والنقد” و”معلولا”.. الخ.
اتصف الراحل الكبير باللطف والبساطة والبعد عن التكلف، لذلك كان محبوباً من الجميع.