في غمرة الأحداث المتسارعة، والمتغيرات التي تستحوذ على الاهتمام العام، تقبع خلف كواليس الوطن، أوجاع بعضٍ من أبنائه، هم ليسوا مجرد بعض.. فالآلاف من مرضى التصلب اللويحي، والأورام والفشل الكلوي، وراءهم أُسَرٌ بأكملها تتألم معهم، في رحلة بحث مضنية عن أدوية مصيرية، المفترض أنها دورية، ولطالما كانت تقف حائلاً بينهم وبين الهلاك.. بين أن يعيشوا حياة أفضل، أو يفقدوا بصيص العافية هم اليوم عاجزون عن الأخذ بتلك الأسباب، في ظل عدم توفرها في المستشفيات العامة، التي كانت تؤمنها لهم مجاناً، لكنها منذ عدة أشهر لم تعد متوفرة في مستشفيات مجمل المحافظات السورية، إلا في مستشفى دمشق “المجتهد”، إذ يتوفر القليل منها فقط، بينما تتواجد في السوق السوداء، بأسعار خيالية، تفوق قدرتهم في ظل المرض والظروف المعيشية الصعبة، حتى وإن كانت بالنسبة لهم أكسير الحياة.
ولمن لا يعرف ماذا يعني التوقف عن أخذ أدوية مرض التصلب اللويحي على سبيل المثال، نلفت إلى أنه يجعل هجماته المتواترة تستفرد بالجسد دون مقاومة، وتؤدي إلى الشلل والعجز التام، وقد تصل إلى فقدان الحياة، كما هي أمراض السرطان والفشل الكلوي والأمراض المزمنة. ولهذا فإن عامل الوقت حاسم في تطور تلك الأمراض، ما دفعنا لمتابعة القضية مع وزارة الصحة، وتبدو الردود إيجابية، توضح الأسباب، والعوائق، والإجراءات المتخذة التي سنقف عليها بالتفصيل في تحقيق قادم، لكننا نركز اليوم على ضرورة تسريع وتيرة هذه الإجراءات الإسعافية، لتغذي شريان القطاع الصحي العام بالأدوية اللازمة، بالسرعة الممكنة، لما لعامل الوقت من دور منقذ لأرواح آلاف من أبناء الوطن.