عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية.. خطوة نحو السيادة الرقمية

الثورة – بسام مهدي: 

 

في إعلان مشترك صدر من العاصمة الأردنية- عمّان، تم تأكيد عودة سوريا إلى منظومة الاتصالات العالمية بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات، وذلك عبر بوابة الانضمام مجدداً إلى رابطة (GSMA) العالمية، المنظمة التي تمثل مصالح مشغلي الاتصالات الخلوية على مستوى العالم.

ويأتي هذا التطور بالتزامن مع رفع العقوبات التقنية المفروضة من الحكومة الأمريكية، في خطوة تُعدّ بالغة الأهمية على طريق إعادة اندماج سوريا في الاقتصاد الرقمي الدولي.

هذا الإعلان لم يكن مجرد إشارة رمزية، بل خطوة عملية تمهد الطريق لاستفادة سوريا من مزايا الانضمام إلى واحدة من أبرز المؤسسات الدولية المعنية بتقنيات الاتصال المتقدمة، وتفتح الأبواب أمام القطاع التكنولوجي في سوريا للدخول إلى مرحلة جديدة من التطور والانفتاح والشراكة.

منظومة الاتصالات العالمية GSMA

تأسست الرابطة العالمية لمشغلي شبكات الهاتف المحمول (GSMA) كمؤسسة دولية غير ربحية تضم أكثر من 750 مشغل اتصالات، و400 شركة تكنولوجية تتنوع بين شركات تصنيع الأجهزة، مزودي البنية التحتية، مطوري البرمجيات، ومنظمي الفعاليات العالمية.

وتشرف (GSMA) على تطوير الأطر التقنية والتشريعية العالمية الخاصة بشبكات الجيل الرابع والخامس ، وتعد الجهة المرجعية في اعتماد المعايير الدولية، وتعقد سنوياً فعاليات من أهمها “المؤتمر العالمي للاتصالات الجوالة – MWC”.

كما توفر (GSMA) نظام “رموز تعريف الهاتف المحمول – IMEI”، وتنظم قاعدة البيانات الدولية للأجهزة المحمولة، وتدير البنية التحتية لتبادل المعلومات المتعلقة بأمن الشبكات، إضافة إلى برامج التدريب وبناء القدرات للعاملين في هذا القطاع الحيوي.

أهمية عودة سوريا

تُمثل عودة سوريا إلى هذه المنظومة حدثاً مفصلياً في مسار التعافي الرقمي للبلاد، وتأتي بعد أكثر من عقد من التقييد والعزلة التكنولوجية، وتتجلى أهمية هذه الخطوة في عدة جوانب:

أولاً: استعادة الهوية الرقمية السيادية عبر الحصول على الاعتراف الدولي بالنظام السوري كمشارك فعّال في المنظومة التقنية العالمية.

ثانياً: الاستفادة من المعايير والتشريعات الدولية الحديثة، ما يسهم في تطوير البنية التحتية للاتصالات، وتحسين جودة الشبكات وخدمات الهاتف المحمول.

ثالثاً: التحفيز على جذب الاستثمارات التكنولوجية، وتوفير البيئة القانونية والفنية لعمل الشركات الدولية في السوق السورية.

رابعاً: التكامل مع الأسواق الرقمية الإقليمية، ولاسيما في ظل اتجاه دول الجوار لتعزيز التعاون في قطاع الاقتصاد الرقمي.

بوابة نحو خدمات ومزايا متقدمة

ارتباط سوريا مجدداً بشبكة (GSMA) يفتح الأفق أمام الاستفادة من حزمة واسعة من الخدمات التقنية والتنظيمية، أهمها:

أولاً: الوصول إلى قواعد البيانات العالمية الخاصة بالأجهزة المحمولة والاتصال الآمن.

ثانياً: التمثيل في المنتديات التقنية العالمية وصياغة السياسات الخاصة بالاتصالات.

ثالثاً: المشاركة في برامج الأمن السيبراني الخاصة بحماية شبكات الاتصالات الوطنية.

رابعاً: الاستفادة من برامج التدريب والدعم الفني المقدمة لمشغلي الشبكات والمؤسسات المعنية بالتنظيم.

خامساً: دعم مشاريع التحول الرقمي والحوكمة الإلكترونية من خلال تبادل الخبرات مع دول العالم والمنظمات الدولية.

كما أن الارتباط يُسهم في تعزيز الثقة في البيئة التقنية السورية، ويعيد الشركات السورية إلى خريطة السوق العالمي كشريك يمكن الاعتماد عليه في عمليات التبادل الرقمي.

منصة للتكامل والتعاون

تلقّى وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر الاتصالات العالمي الذي سيُعقد في العاصمة القطرية الدوحة في شهرتشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، تحت عنوان “Mobile World Congress – Doha”، وهو أحد أهم المؤتمرات التقنية على الإطلاق في المنطقة.

يحضر هذا المؤتمر كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات الاتصالات العالمية، ومطورو التكنولوجيا، وممثلو الحكومات، والمؤسسات الاستثمارية.

وهو يشكل فرصة استراتيجية لسوريا لتقديم رؤيتها الرقمية، وبحث سبل التعاون، وعرض الفرص الاستثمارية الممكنة في قطاع الاتصالات.

المؤتمر يعد أيضاً مساحة لتعزيز التكامل الإقليمي في قطاع التكنولوجيا، واستكشاف إمكانات دعم سوريا في مشاريع الربط الإقليمي، وتطوير تقنيات G5 والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي في البنية التحتية الوطنية.

 من العزلة الرقمية إلى الفعل السيادي التقني

تشكل العودة إلى (GSMA)، والمشاركة المرتقبة في مؤتمر الدوحة، إعلاناً صريحاً عن دخول سوريا مرحلة جديدة من الانفتاح التقني والسيادي الرقمي، وهي فرصة لا يجب أن تمرّ عابرة، بل تتطلب صياغة استراتيجية وطنية متكاملة لتحديث قطاع الاتصالات، ووضع الأسس القانونية والتقنية لجذب الشراكات الدولية، وتوفير البيئة الحاضنة

للابتكار الرقمي السوري.

إن هذه الخطوة تمثل عودة سوريا إلى المنصة الدولية كدولة فاعلة، وتعيد رسم صورة البلاد كجهة قادرة على التفاعل مع التقدم العالمي، والمساهمة في تطوير مستقبل المنطقة رقمياً واقتصادياً.

 

آخر الأخبار
"صيادلة طرطوس" تكرم الرعيل الأول  "الخزف السني بين العلم والفن".. لقاء علمي يجمع الإبداع والاحتراف في جامعة حلب مبادرة في «جب رملة»لحل مشكلة مياه الشرب  رجل الأعمال "قداح" يؤهل مستشفى تدمر على نفقته الخاصة تنظيم 18 ضبط تعدٍّ على مياه الشرب باليادودة  بوتين يستقبل الشيباني والوفد المرافق في الكرملين بطاقة استيعابية تبلغ 80 سريراً.. نقل المستشفى الميداني إلى مدينة القصير  شمس جديدة تشرق على الزراعة..  مشروع تأهيل آبار الري في "صوران" بريف حلب  سوريا وروسيا تبحثان قضايا عسكرية مشتركة سطو مسلح يعطل صرف الرواتب في السويداء.. و"المالية" تصدر بياناً متابعة واقع الاستثمار والمرافق الحيوية في حسياء الصناعية خطوة نحو "سوريا الجديدة".. إطلاق مديرية خدمات الشركات والسجل التجاري صفحة جديدة من التعاون الحقيقي.. دمشق وموسكو: تعزيز الشراكة ورفض التدخلات الخارجية "أطباء بلا حدود".. دعم وتطوير مستشفى نوى الوطني "صحة حلب" تبحث مع عدة منظمات دولية دعم القطاع الصحي في المحافظة تفعيل دور اتحاد العمال بحلب على المستويين الدولي والعربي  تعزيز القطاع السياحي في درعا وتطوير المواقع السياحية قريباً.. قانون للجامعات ومنظومة تعليم خالية من الفساد زيارة الشيباني لروسيا  مهمة لإعادة  ترتيب الأوراق  وبناء علاقات متوازنة الأحد استئناف منح براءات الذمة العقارية.. خبير اقتصادي لـ "الثورة": تُعيد النشاط للسوق وتُحرّك الاقت...