تستعيد دمشق نبضها الثقافي، وتنهض من رماد السنوات لتعلن أن الكلمة الحرة ما زالت قادرة على أن تكون فعلاً حياً، وأن الحبر لا يجف حين يكون مداده من كرامة الإنسان وحلمه بالحرية.ففي ظل الحراك الثقافي المتجدد، تشهد سوريا عودة قوية للفعاليات الثقافية التي تنطلق من ثوابت راسخة، أبرزها الكرامة والحرية، والقدرة على تمثيل طموحات السوريين واستلهام أحلامهم عبر عمل ثقافي حقيقي، لا يكتفي بالشكل بل يذهب إلى الجوهر.
وقد تجلت هذه العودة في ملتقى الكتاب السوريين الذي احتضنته المكتبة الوطنية بدمشق، حيث تضمن نشاطات نوعية في الأدب والفكر والشعر والسياسة والهوية الثقافية، مؤكداً أن المشهد الثقافي السوري بدأ يستعيد ملامحه من خلال الفعاليات التي تعكس روح المرحلة وتطلعات الناس.وفي هذا السياق، تستعد دمشق لإطلاق معرض الكتاب الدولي في أوائل الخريف القادم، وهو حدث طال انتظاره، يتوق إليه السوريون بشغف، لأنهم يتطلعون إلى كتاب جديد وقراءات جديدة تعبّرعن روح الثقافة السورية الحقيقية، وتعيد للكتاب مكانته كذروة الفعل الثقافي.هذا المعرض لا يمثل مجرد مناسبة دورية، بل سيكون محطة فارقة في المشهد الثقافي، ليس السوري فحسب، بل العربي أيضاً.
ومن هنا، فإننا نتمنى على الجهات المعنية أن يكون برنامج الفعاليات المرافقة للمعرض على مستوى الطموح، وأن يلامس شغف السوريين المتعطشين إلى المعرفة، وإلى “حبر الحرية” الذي طالما كان عنواناً لحلمهم في التعبير والانتماء.