الثورة – سيرين المصطفى:
عانت مدينة معرة النعمان الواقعة جنوبي محافظة إدلب كغيرها من المدن والقرى السورية، من ويلات الحرب الطويلة التي أدت إلى نزوح الأهالي، وتسببت في دمار واسع النطاق، وتعرضت المباني السكنية والمنشآت الحيوية للقصف والتخريب، فضلاً عن نهب ممتلكاتها خلال تلك الفترة.
واجه العائدون إلى معرة النعمان واقعاً قاسياً أعاق سبل العيش فيها، ورغم مرور نحو ثمانية أشهر على تحرير سوريا من النظام السابق، لاتزال العديد من المشكلات الخدمية دون حل، ما يفاقم معاناة العائدين ويعيق عودة بقية النازحين.
أكد أشخاص التقيناهم أن معرة النعمان بحاجة ماسة لتفعيل مشفى، خاصة مع تزايد أعداد العائدين إليها، وأشاروا إلى أن المركز الصحي الحالي لا يستوعب جميع سكان المنطقة، لاسيما مع قدوم أشخاص من خارج المدينة، فضلاً عن افتقاره لكافة التخصصات الطبية، ما يهدد حياة المرضى الذين يعانون من أمراض معينة ويواجهون نوبات مفاجئة.
كما يثير ملف المدارس قلق العائدين حالياً، إذ لم يتم ترميم جميع المدارس المتضررة في معرة النعمان.
ومع اقتراب العام الدراسي وبدئه، فإن المدارس الصالحة لاستقبال الطلاب غير كافية، ما يهدد بحدوث هجرة عكسية، تبعاً للأهالي الذين تحدثنا معهم.
اشتكى الأهالي من ارتفاع أسعار المواد بعد عودتهم، سواء الغذائية أو غيرها، وأكد معظم السكان أن مدخولهم المالي من أعمالهم أقل بكثير من احتياجاتهم اليومية والأساسية وأن المعيشة باتت مكلفة للغاية مقارنة بالوضع المادي.
كما طال الغلاء أيضاً إيجارات المحلات المراد استئجارها لفتح مصالحهم وأعمالهم الخاصة.
ويوجد عقبات أُخرى مرتبطة بالمياه والصرف الصحي وموضع الإنارة والخبز، الأهالي يضرون لقطع مسافات طويلة باحثين في قرى أُخرى عن مادة الخبز لعوائلهم، إضافة إلى وجود منازل بحاجة لترميم وتأهيل.
بُذلت بعض الجهود لتحسين واقع الحياة في معرة النعمان، مثل إزالة الأنقاض والركام، وإنشاء صندوق معرة النعمان الخدمي الذي نفّذ بعض الإصلاحات الخدمية، ومع ذلك، لاتزال المدينة بحاجة إلى مزيد من الاهتمام لاستعادة حياتها الطبيعية كما كانت قبل النزوح والحرب وما أدت إلى من تداعيات قاسية.
تُعد مدينة معرة النعمان ثاني أكبر مدنها بعد مركز المحافظة إدلب، تبعد عن حلب 84 كم، وعن حماة 60 كم، وترتفع 496 متراً عن سطح البحر. ورغم تحدياتها، تظلُّ رمزاً للصمود، بانتظار جهود مكثفة لإعادة إحياء نبضها الطبيعي.