أحمد نور الرسلان:
كشفت مصادر محلية وإعلامية عن تعرض شيخَي طائفة الموحدين الدروز، يوسف جربوع وحمود الحناوي، لضغوط شديدة من التيار، الذي يقوده شيخ العقل حكمت الهجري، وصلت إلى فرض الإقامة الجبرية وتهديدات بالقتل أو الإخفاء القسري، في خطوة تهدف لإجبارهما على تبني خطاب مناهض للسلطة السورية في دمشق.
هذا التطور، الذي ترافق مع ظهور متزامن للشيخين بخطابات ناقدة، يطرح تساؤلات حول طبيعة الصراع داخل السويداء، وأبعاد الدور الذي يلعبه تيار الهجري في إعادة تشكيل المشهد السياسي والديني في المحافظة.
أشارت شهادات متطابقة إلى أن الخطابين المتزامنين للجربوع والحناوي جاءا بعد أكثر من أسبوع على انتهاء التوترات الأمنية الأخيرة في السويداء، وهو توقيت غير عفوي يوحي بوجود تنسيق داخلي، خاصة أن المواقف جاءت متطابقة في بعض مضامينها مع خطاب تيار الهجري، المعروف بتوجهاته الحادة والمناهضة لدمشق.
وتؤكد هذه التطورات تقارير سابقة عن ملاحقة وتضييق يمارسه التيار بحق الأصوات التي تدعو للحوار والوحدة الوطنية، بعيداً عن المشاريع الانفصالية.
ولم تقتصر الضغوط على شيخَي العقل، بل شملت شخصيات دينية وعسكرية من محافظة السويداء متزنة، تلقت تهديدات بالقتل وخطف أفراد عائلاتها، إضافة إلى فرض الإقامة الجبرية ومنع مغادرتهم المحافظة، وهذه الأساليب تشير إلى أن تيار الهجري يسعى لإحكام قبضته على القرار الديني والسياسي في السويداء، مستخدماً الترهيب وسيلة لإقصاء المعارضين وتوحيد الخطاب تحت مظلته.
في بيانه المصور، ركز الشيخ يوسف جربوع على الدعوة لتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة، ووقف الأعمال القتالية، وفتح المعابر الإنسانية، والإفراج عن المخطوفين والمغيبين، كما وجّه شكراً خاصاً للشيخ موفق طريف على مواقفه، ورغم أن البيان احتفظ ببعض سمات خطاب جربوع المعتدل، إلا أن توقيته ومضمونه يتقاطعان مع أجندة تيار الهجري في تصعيد الضغط على دمشق.
أما الشيخ حمود الحناوي، فجاء خطابه أكثر حدّة، حيث وصف حكومة دمشق بـ”حكومة الغدر” وهاجم عشائر العرب وأبناء حوران، مستخدماً مفردات توحي بتأثره المباشر بقاموس تيار الهجري، واللافت أن خطابه جاء بعد يوم واحد من دعوة الكاتب ماهر شرف الدين، الذراع الإعلامية للهجري، له بالظهور إعلامياً وتوجيه اتهامات مباشرة للسلطة السورية، ما يثير تساؤلات جدية حول استقلالية موقفه.
فرض لغة التخوين والتصعيد على الشخصيات الدينية البارزة في السويداء ينذر بزيادة حدة الانقسامات داخل الطائفة في السويداء ، ويضعف فرص الحوار والتوافق الداخلي، خاصة أن استهداف الشخصيات المعتدلة يهدد بإقصاء الأصوات التي تدعو إلى حلول سلمية وتشاركية، ويفتح المجال أمام خطاب المواجهة والعزلة.
تكشف هذه التطورات عن مسعى منظم لتيار حكمت الهجري لاحتكار القرار الديني والسياسي في السويداء، عبر مزيج من الضغط المباشر والتأثير الإعلامي، وإذا استمرت هذه السياسة، فمن المرجح أن تشهد المحافظة مزيداً من الانقسام الداخلي والتصعيد، بما ينعكس سلباً على استقرارها ودورها في المشهد السوري الأوسع.