الثورة – لينا شلهوب:
تستعد وزارة التربية والتعليم للمشاركة في الدورة الجديدة من معرض دمشق الدولي عبر جناح مخصص للتعليم المهني والتقني، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على الدور المتنامي للتعليم المهني في تلبية احتياجات سوق العمل، وإبراز الجهود المبذولة لتطوير هذا القطاع الحيوي الذي يشكل ركيزة أساسية في مسيرة إعادة الإعمار والتنمية المستدامة.
بينت مدير التعليم التقني والمهني في الوزارة سوسن حرستاني في تصريح لصحيفة الثورة أن حضور التعليم المهني في المعرض يأتي انعكاساً لوعي وزارة التربية والتعليم بأهمية هذا المسار التعليمي الذي يربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي، فمع اتساع حاجات سوق العمل المحلي والإقليمي، باتت الكفاءات الفنية والتقنية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، لذلك تسعى الوزارة إلى تقديم صورة شاملة عن خططها وبرامجها التي تستهدف إعداد جيل من الشباب المؤهل مهنياً، والقادر على الاندماج بسرعة في بيئات العمل المتنوعة.
التحضيرات اللوجستية والتنظيمية
وأشارت حرستاني إلى أن الفرق المتخصصة في الوزارة باشرت منذ أسابيع بالتحضير للجناح الخاص، حيث عملت على تصميم مساحات العرض بطريقة تفاعلية تسمح للزائر بالتعرف عن قرب على مكونات التعليم المهني، والجناح سيضم أقساماً متنوعة تمثل مختلف الاختصاصات المهنية، مثل الصناعات الميكانيكية والكهربائية، المعلوماتية، التمريض، الفندقة والسياحة، إضافة إلى مجالات الزراعة والصناعات الغذائية.
كما جرى التنسيق مع عدد من المؤسسات التدريبية والمدارس المهنية لتقديم نماذج حية لأعمال الطلاب، بحيث يستطيع الزائر مشاهدة منتجات منجزة بأيادٍ شابة مدرَّبة، بما في ذلك ابتكارات تقنية وأجهزة ميكانيكية صغيرة ومجسمات تعليمية.
أهداف المشاركة
تضع وزارة التربية والتعليم عدة أهداف لمشاركتها في هذا المحفل الاقتصادي والثقافي الكبير، أبرزها: التعريف بالاختصاصات المهنية التي تقدمها المدارس والمعاهد الفنية، وإبراز مزايا الالتحاق بها مقارنة بالمسارات التقليدية، تشجيع الطلاب والأهالي على النظر إلى التعليم المهني كخيار واعد يفتح آفاقاً حقيقية للعمل والإبداع، مع إظهار نجاحات الطلبة والمعلمين من خلال العروض العملية والمشاريع الابتكارية، بالإضافة إلى إقامة جسور مع القطاع الخاص، حيث يشكّل المعرض فرصة للتواصل المباشر مع الشركات والمستثمرين لاستكشاف فرص التعاون في التدريب والتشغيل، مع تعزيز ثقافة العمل والإنتاج بوصفها مكوناً رئيسياً في عملية التنمية الوطنية.
الفعاليات المرافقة
إلى جانب العروض داخل الجناح، أعدت الوزارة برنامجاً من الأنشطة التي ستتناول موضوعات متنوعة مثل: دور التعليم المهني في إعادة تأهيل الكوادر بعد الأزمات، تجارب ناجحة لخريجين التحقوا بسوق العمل وأسهموا في مشاريع إنتاجية، مناقشة التحديات التي تواجه المدارس المهنية، ورش عمل تفاعلية للطلاب والزوار حول مهارات تقنية بسيطة يمكن اكتسابها بشكل مباشر، كما سيتيح الجناح للزوار فرصة الاطلاع على الإنجازات التي أدخلتها الوزارة.
رسالة إلى المجتمع
ترى وزارة التربية والتعليم أن المشاركة في معرض دمشق الدولي ليست مجرد حضور بروتوكولي، بل هي رسالة موجهة إلى المجتمع بأسره، الرسالة الأولى للأهالي والطلاب: أن التعليم المهني يفتح أبواباً واسعة أمام مستقبل عملي مزدهر، وأنه يشكل أحد أهم الحلول لمشكلة البطالة بين الشباب، الرسالة الثانية للقطاع الخاص: أن خريجي التعليم المهني يمتلكون الكفاءة المطلوبة، وأن الاستثمار في تدريبهم وتشغيلهم هو استثمار في رأس المال البشري الوطني.
بأيادي الطلبة
تدعو وزارة التربية والتعليم جميع الزوار والمهتمين إلى زيارة جناحها الخاص في معرض دمشق الدولي والتعرف عن قرب على أحدث مستجدات التعليم المهني، ومشاهدة ما أبدعته أيادي الطلبة من مشاريع عملية ومنتجات، فالوزارة تؤمن بأن إشراك المجتمع في هذه التجربة يعزز من قيمة التعليم المهني ويكرس ثقافة العمل والابتكار.
إن تحضيرات الوزارة للمشاركة بجناح التعليم المهني في معرض دمشق الدولي تعكس إصرارها على المضي قدماً في تطوير هذا القطاع المهم، باعتباره شريكاً أساسياً في نهضة الوطن الاقتصادية والاجتماعية، ومن خلال العروض والفعاليات والبرامج التي ستُقدَّم في الجناح، سيجد الزوار فرصة للتعرف على الوجه المشرق للتعليم المهني، الذي لم يعد خياراً ثانوياً، بل مساراً أساسياً في بناء المستقبل، وبهذا، تؤكد الوزارة أن التعليم المهني ليس مجرد مقاعد دراسية أو مناهج نظرية، بل هو منظومة متكاملة لإعداد الإنسان المنتج والمبدع والقادر على المساهمة في بناء سورية الحديثة.